العاب سيارات
الرئيسية » » الفصل السادس إن وأخواتها

الفصل السادس إن وأخواتها

خبر إن وأخواتها " الأحرف الناسخة "

تعريفه : هو كل خبر لمبتدأ تدخل عليه " إن " أو إحدى أخواتها ، وتعمل فيه الرفع نحو : إن العمل واجب ، ونحو قوله تعالى : { إن الساعة آتية }1 .
إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .
الساعة : اسم إن منصوب بالفتحة .
آتية : خبر إن مرفوع بالضمة .

علة تسمية " إن " وأخواتها حروفا مشبهة بالفعل .
تشبه " إن " وأخواتها الفعل شبها لفظيا ، ومعنويا ، وتتمثل أوجه الشبه في الآتي : ـ
1 ـ أن جميع هذه الحروف على وزن الفعل .
2 ـ هذه الحروف مبنية على الفتح كما هو الحال في الفعل الماضي .
3 ـ يوجد فيها معنى الفعل ، فمعنى " إنَّ " و " أنَّ " حققتُ ، ومعنى " كأن "  شبهتُ ، ومعنى
" لكن " استدركتُ ، ومعنى " ليت " تمنيتُ ، ومعنى " لعل "  ترجيتُ .
4 ـ تتصل الضمائر بهذه الحروف كما تتصل بالفعل . فنقول : إنه ، كما نقول :  ضربه ، وإنني كما نقول : صافحني .
بالإضافة إلى أن هذه الحروف لا تتصرف ، وبعض الأفعال لا يتصرف أيضا .
كـ " ليس ، وعسى ، ونعم ، وبئس " .
5 ـ هذه الحروف تختص بالأسماء ، وكذلك الأفعال مختصة بها أيضا .
فتعمل هذه الحروف في الجملة الاسمية من نصب للاسم ورفع للخبر ، كما يفعل الفعل من رفعه للفاعل ، ونصبه للمفعول به .

6 ـ تتصل بها نون الوقاية ، كما أنها تتصل بالفعل .
نحو : إنني ، وليتني ، وكأنني . ونقول في الفعل : أكرمني ، وكافأني ، وأعطاني .
عدد الأحرف المشبهة بالفعل .
الأحرف المشبهة بالفعل ستة أحرف على الوجه الصحيح ، وقد جعلها بعض النحاة خمسة باعتبار أن " إنَّ " ، و " أنَّ " حرف واحد ، والصحيح أن كلا منهما حرف .
ولكل حرف من هذه الأحرف معنى خاص به .

أولا ـ إنَّ وأنَّ : يفيدان التوكيد . 85 ـ نحو قوله تعالى : { وإنَّ ربك لذو مغفرة للناس }1 .
وقوله تعالى : { اعلموا أنَّ الله شديد العقاب }2 .
50 ـ ومنه قول الفرزدق :
          إن الذي سمك السماء بنى لنا     بيتا دعائمه أغز وأطول

ثانيا ـ كأن : تفيد التشبيه . نحو : كأن عليا أسد .
ونحو قوله تعالى : { كأن في أذنيه وقرا }3 .
86 ـ وقوله تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }4 .
51 ـ ومنه قول لبيد :
        حُفِزت وزايلها السراب كأنها     أجزاع بيشة أثلها ورضامها

ثالثا ـ لكنَّ : تفيد الاستدراك والتوكيد . نحو : أخوك عالم لكنه بخيل .
وقوله تعالى : { إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون }5 .
87 ـ وقوله تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد }6 .
ومنه قول عمرو بن كلثوم :
         نسمى ظالمينا وما ظلمنا     ولكنَّا سنبدأ ظالمينا

ومثال مجيئها للتوكيد قولنا : لو اجتهدت لفزت ولكنَّك لم تجتهد فلم تفز .
ونحو : لو زارني محمد لأكرمته ولكنَّه لم يزرني .

رابعا ـ ليت : تفيد التمني ، وهو طلب ما لا طمع فيه . نحو : ليت الجو دافئ .
88 ـ ونحو قوله تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }1 .
وقوله تعالى : { يا ليت قومي يعلمون }2 .
ومنه قول الفرزدق :
         ألا ليت الشباب يعود يوما     فأخبره بما فعل المشيب

خامسا ـ لعل : تفيد الترجي ، وهو توقع الأمر المحبوب . نحو : لعل الله يرحمنا .
ومنه قوله تعالى : { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى }3 .
وقد ذكر النحاة أنها تفيد التعليل أيضا ، فتكون بمعنى " كي " .
89 ـ نحو قوله تعالى : { إنَّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }4 .
وقوله تعالى : { لعلكم ترحمون }5 .
والمعنى في الآيتين : لكي تعلموا معانيه ، وكي ترحموا .
وتفيد الإشفاق نحو : لعل المريض مشرف على نهايته .
ونه قوله تعالى : { لعلنا نتبع السحرة }6 ، وقوله تعالى : { لعل الساعة قريب }7 .

عمل الحروف الناسخة .
تعمل الحروف المشبه بالفعل " الناسخة " النصب في الاسم ويسمى اسمها ، والرفع في الخبر ، ويسمى خبرها ، ولكن بشروط هي : ـ
1 ـ ألا يكون اسمها مما له الصدارة في الكلام .
2 ـ ألا تتصل بـ " ما " الكافة .

أولا ـ ألا يكون اسم تلك الحروف من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام ، كأسماء الاستفهام ، والشرط : من ، ما ، مهما ، كيف ، كيفما ، أين ، أينما ، متى ... إلخ .
ثانيا ــ اتصال " ما " الكافة بـ " إن " وأخواتها .
من شروط عمل " إن " وأخواتها ألا تتصل بها " ما " الحرفية الزائدة ، فإذا اتصلت بها كفتها عن العمل ، وزال اختصاصها في الدخول على الجمل الاسمية ، وتصبح صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية كانت أم فعلية ، ما عدا " ليت " فإنه يجوز فيها إذا اتصلت بها " ما " أن تعمل في الجملة الاسمية ، أو لا تعمل .
نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنما الأعمال بالنيات " .
ومنه قوله تعالى : { إنما هو إله واحد }1 .
وقوله تعالى : { إنما نحن مصلحون } 2 .
وقوله تعالى : { إنما يأكلون في بطونهم نارا }3 .
وقوله تعالى : { وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة }4 .
وقوله تعالى : { فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم }5 .
وقوله تعالى : { كأنما يساقون إلى الموت }6 .
52 ـ ومنه قول الشاعر :
          وكأنما نظرت بعيني شادنٍ     رشأ من الغزلان ليس بتوأم
ونحو : لعلما المريضُ يشفى ، ولعلما ينظر في الأمر .
ونحو : الجو دافئ لكنما الأمطارُ غزيرةٌ .
أما " ليت " فيجوز في " ما " أن تكفها عن العمل ، أو لا تكفها كما ذكرنا آنفا .
53 ـ نحو قول الشاعر :
        قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا     إلى حمامتنا أو نصفه فقد

فيجوز في قولها " هذا الحمام " أن يكون اسم الإشارة في محل نصب اسم ليت ، والحمام خبر ليت مرفوع ، ويجوز أن يكون " هذا " في محل رفع مبتدأ ، والحمام خبره .

أنواع خبر الأحرف المشبهة بالفعل " الأحرف الناسخة " .
      يأتي خبر الأحرف الناسخة مثل خبر المبتدأ ، وهو على ثلاثة أنواع : ـ
1 ـ خبر مفرد : وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة .
نحو : محمد مجتهد ، والطالبان فائزان ، والمعلمون قادمون .
90 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله غفور رحيم }1 . وقوله تعالى : { إنكم متبعون }2 .
وقوله تعالى : { إن المنافقين كاذبون }3 .
وقوله تعالى : { ولكن الله ذو فضل على العالمين }4 .
وقوله تعالى : { كأنها كوكب دري }5 .
فالخبر في الأمثلة السابقة جاء مفردا سواء أكان بلفظ الواحد ، أم المثنى ، أم الجمع .
2 ـ جملة بنوعيها :
أ ـ جملة اسمية . نحو : إن الحديقة أشجارها باسقة ، ولعل العمال عملهم مثمر .
91 ـ ونحو قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة من الله }6 .
وقوله تعالى : { ألم يعلم أن الله له ملك السموات والأرض }7 .
ب ـ جملة فعلية : نحو قوله تعالى : { إن الأبرار يشربون من كاس مزاجها   كافورا }8 . وقوله تعالى : { لعلكم تفلحون }9 .

92 ـ وقوله تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء }1 .
وقوله تعالى : { ياليتني قدمت لحياتي }2 .
وقوله تعالى : { كأنهم إلى نصب يوفضون }3 .
3 ـ شبه جملة بنوعيها :
أ ـ جار ومجرور . نحو : إن الكتاب في الحقيبة .
93 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن للمتقين لحسن وآب }4 .
وقوله تعالى : { إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء }5 .
ب ـ ظرف مكان . نحو : ليتك عندي فأكرمك .
94 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله مع الصابرين }6 .
وقوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا }7 .
ج ـ طرف زمان . 95 ـ نحو : لعل السفر يوم الخميس .
وفي الخبر شبه الجملة نقدر محذوفا سوار أكان مفردا ككائن ، أو مستقر ، أو موجود ، أم كان جملة ككان ، أو استقر ، أو وجد ، أو يكون .

حكم خبر تلك الحروف ومعموله من حيث التقدم ، والتأخر عنها .
لا يجوز تقدم خبر الحروف الناسخة عليها ، ولا على اسمها ، ولا يجوز تقدم الاسم عليها . إذ لا يصح أن نقول : مسافر إن محمد ، ولا : إن مسافر محمدا .
ولا : محمدا إن مسافر .
ولكن إذا كان الخبر شبه جملة لزم تقديمه على اسمها وجوبا إذا كان في الاسم ضمير يعود
على بعض الخبر . 96 ـ نحو : لعل في المصنع أصحابه .
 فإذا لم يتصل الاسم بضمير جاز التقديم والتأخير . نحو : لعل محمد في انتظارك ، ولعل في انتظارك محمد .
وإن خالد عندنا ، وإن عندنا خالد .
97 ـ ومنه قوله تعالى : { إن فيها قوما جبارين }1 .
وقوله تعالى : { إن في ذلك لآية للمؤمنين }2 .
وقوله تعالى : { إن لدينا أنكالا وجحيما }3 .
وأما معمول الخبر فلا يجوز تقديمه على الاسم . فلا يصح أن نقول :
إن كتابك محمدا آخذ .
غير أن بعض النحاة أجاز تقديم معمول الخبر على الاسم إذا كان المعمل شبه   جملة . نحو : إن في المدرسة عليا موجود .
54 ـ ومنه قول جميل بن معمر :
         فلا تلحني فيها فإن بحبها     أخاك مصاب القلب جمُّ بلابله
الشاهد في البيت قوله : فإن بحبها أخاك مصاب ، فقدم معمول الخبر " بحبها " على اسمها
" أخاك " .
أما تقدم المعمول على الخبر فكثير . نحو قوله تعالى : { إن الله بما تعملون بصير }4 .
98 ـ وقوله تعالى : { إن الله على كل شيء قدير }5 .

حكم حذف الحرف الناسخ ، وحذف أحد معموليه ، أو حذف الحرف ومعموليه .

1 ـ لا يصح حذف الحرف الناسخ وبقاء معموليه . إذ لا يصح أن نقول :
محمدا مجتهد . بنصب محمد على اعتبار أنه اسم " إن " المحذوفة ، ومجتهد خبرها

مرفوع ، لعدم وجود القرينة على حذفه .
غير أنه جاز حذفه مع معموليه لدلالة القرينة عليه .
99 ـ كما في قوله تعلى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 .
والتقدير : تزعمون أنهم شركائي . 
2 ـ يجب حذف خبرها في موضعين :
أ ـ بعد قولهم ليت شعري . نحو : ليت شعري هل يعود الغائب .
والتقدير : ليتني أشعر بعودته .
ونلاحظ أنه لا بد أن يلي تعبير " ليت شعري " استفهام اسما أو حرفا .
55 ـ ومنه قول جميل :
        ياليت شعري هل أبيتن ليلة     بوادي القرى إني إذن لسعيد
الشاهد قوله : ليت شعري هل أبيتن ليلة . فقد حذف خبر ليت وجوبا ، والتقدير : ليتني أشعر بمبيتي ليلة .
وجملة الاستفهام في محل نصب مفعول به لشعري باعتباره مصدرا .
ومنه قول امرئ القيس :
         ألا ليت شعري كيف حادتُ وصلها     وكيف تراني وُصلة المتغيبِ

2 ـ أن يكون في الكلام شبه جملة ظرف ، أو جار ومجرور . وعندئذ يكون شبه الجملة متعلقا بمحذوف خبر واجب الحذف تقديره : كائن ، أو موجود .
نحو : إن الأمر في يدك ، ولعل محمدا عندنا .
فالتقدير : كائن في يدك ، وموجود عندنا .
ويجوز حذف الخبر إذا دل عليه دليل .
كما في قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }2 .

الشاهد في الآية قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون } . حيث حذف خبر " إن " جوازا لدلالة جواب الشرط عليه ، وهو قوله تعالى : { نذقه من عذاب أليم } .
والتقدير : إن الذين كفروا نذقهم من عذاب أليم .
100 ـ وقوله تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لمّا جاءهم وإنه لكتاب عزيز }1 .
الشاهد قوله : إن الذين كفروا بالذكر  ، ثم حذف الخبر ، وتقديره : معاندون ، أو معذبون .

تعدد خبر " إن " وأخواتها .
يجوز تعدد خبر إن ، أو إحدى أخواتها كما هو الحال في تعدد خبر المبتدأ .
فنقول : إن الطالب مجتهد مؤدب .
101 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله عليم خبير }2 ، وقوله تعالى : { إن الله عليم حكيم }3.

اقتران اللام في خبرها ، واسمها المؤخر .
يقترن خبر " إن " دون أخواتها باللام لتوكيد مضمون الجملة ، لهذا زحلقوها في باب " إن " عن صدر الجملة كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين ، وهي لتخليص المضارع للحال أيضا {4} .
نحو قوله تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون }5 .
وقوله تعالى : { وإن ربك ليحكم بينهم }6 .
102 ـ وقوله تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }7

ويشترط في اقتران اللام بخبر " إن " الآتي : ـ
1 ـ ألا يكون الخبر منفيا ؛ لأن اللام لتأكيد الإثبات وهو ضد النفي .
2 ـ ألا يكون الخبر ماضيا متصرفا غير مقرون بقد . فلا نقول : إن محمدا لقام .
أما إذا كان الخبر فعلا ماضيا متصرفا مقرونا بقد جاز اقترانه باللام .
نحو : إن عليا لقد كان مجتهدا .
ويجوز اقتران اللام بالفعل الماضي إذا كان جامدا ، كنعم وبئس .
نحو : إن أخاك لنعم الرجل .
وإذا كان الخبر اسما ، أو فعلا مضارعا فلا شروط لاقترانه باللام .
ويجوز دخول اللام على خبر إن بالشروط السابقة .
نخو : إن الطالب لَكتابَك آخذ . وإن المعلم لأخاك مكافئ .
ولم يرد منه شيء في القرآن الكريم .
وقد دخلت اللام على ضمير الفصل .
نحو قوله تعالى : { وإن الله لهو العزيز الحكيم }1 .
وقوله تعالى : { إن هذا لهو الفضل المبين }2 .
وتقترن لام الابتداء باسم " إن " شريطة تأخيره عن الخبر كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين كما هو الحال في الخبر .
نحو : إن في الصدق لمنجاة ، وإن في الصدق لخيرا .
ومنه قوله تعالى : { إن في ذلك لآية لكم }3 .
وقوله تعالى : { وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب }4 .

كسر همزة " إن " وفتحها .
     تكسر همزة إن وجوبا في كل موضع يمتنع فيه تأويلها مع اسمها ، وخبرها بمصدر ، ذلك في المواضع التالية : ـ
1 ـ في ابتداء الكلام حقيقة ، أو حكما " أي الواقعة بعد ألا الاستفتاحية .
مثال الأول قوله تعالى : { إ نّا أعطيناك الكوثر }1 .
وقوله تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم }2 .
ومثال الثاني قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم }3 .
وقوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 .
وفي ابتداء جملة " إن " الواقعة بعد النداء .
كقوله تعالى : { قالوا يا أيها العزيز إن له أبا } 5 .
2 ـ في صدر جملة الصلة . نحو : انتصر الذي إنه مخلص ، وجاء الذي إنه عاقل،  ومنه قوله تعالى : { وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة }6 .
3 ـ بعد القول . نحو قوله تعالى : { وقال إني معكم }7 .
وقوله تعالى : { قال إني عبد الله }8 .
ويشترط في القول أن يراد به معنى الحكاية . أما إذا أريد به معنى الظن فتحت همزة " إن " . 
4 ـ أن تقع في صدر الجملة المستأنفة . نحو : يحسبون أني مقصر في عملي إنهم
لمخطئون ، وزعم أحمد أنه متفوق إنه لكاذب .
5 ـ في جواب القسم ، ويكثر في ذلك اقتران خبرها باللام . نحو : والله إنك لصادق . ومنه قوله تعالى : { ويحلفون بالله إنهم لمعكم }1 .
وقوله تعالى : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون }2 .
وقوله تعالى : { والعصر إن الإنسان لفي خسر }3 .
6 ـ إذا اتصل خبرها بلام الابتداء ، ولو سبقها فعل من أخوات ظن .
أي " جاءت بعد فعل قلبي علق باللام " نحو : علمت إن أخاك لمحسن .
ومنه قوله تعالى : { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون }4 .
وقوله تعالى : { قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون }5 .
وقوله تعالى : { والله يعلم إنهم لكاذبون }6 .
ومنه قول الشاعر :
         ألم تر إني وابن أسود ليلة      لنسري إلى نارين يعلو سناها
       وقد كسرت الهمزة في الشواهد السابقة ونظائرها ؛ لأن اللام إذا وليت الظن والعلم علقت الفعل عن العمل {7} . فالفعل علم في الآيات السابقة لم يعمل في إن ومعموليها لاتصال خبرها بلام الابتداء ، لذا كسرت همزتها ، فإن ومعموليها في هذا الموضع لم تؤول بمصدر كما هو الحال عند فتح همزتها .
والشاهد في البيت قوله : ألم تر إني ... لنسري . حيث كسرة همزة " إن " بع الفعل القلبي " تر " الذي علق عن العمل لاتصال خبر إن بلام الابتداء المزحلقة .
7 ـ أن تقع في صدر جملة الحال مقرونة بالواو ، أو غير مقرونة .
مثال الأول : زرته وإني لذو أمل في شفائه . 
ومنه قوله تعالى : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون }1 .
ومثال النوع الثاني قوله تعالى : { إلا إنهم ليأكلون الطعام }2 . 
8 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الخبر عن اسم ذات . نحو : الرجل إنه قادم .
ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم }.
9 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الصفة لما قبلها . نحو : جاء طالب إنه مهذب .
وهذا قول إنه حق .
10 ـ أن تقع في محل نصب خبر لكان . نحو : كان الرجل إنه  مسافر .
11 ـ أن تقع بعد كلاّ . نحو قوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 .
وقوله تعالى : { كلا إنها كلمة هو قائلها }5 .
12 ـ أن تقع بعد إذ . نحو : وصلت إذ إن أباك يستقل العربة .
13 ـ أن تقع بعد حتى الابتدائية . نحو : غادر الطلاب المدرسة حتى إن المدرسين غادروها .
14 ـ أن تقع بعد حيث . نحو : جلست حيث إنك جالس .
والبعض أجاز فتحها .

فتح همزة " أن " .
يجب فتح همزة " أن " في كل موضع يصح تأويلها مع معموليها بالمصدر المؤول بالصريح . وتؤول أن مع اسمها وخبرها في المواضع التالية : ــ
1 ـ إذا جاءت مع معموليها في موضع الفاعل . نحو : أعجبني أنك مجتهد .
والتقدير : أعجبني اجتهادك .
ومنه قوله تعالى : { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب }1 .
وقوله تعالى : { فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه }2 .
2 ـ في موضع نائب الفاعل . نحو : يخيل لي أن السماء صحو .
ومنه قوله تعالى : { قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن }3 .
3 ـ في موضع المفعول به . نحو : ألا تعلم أن البعوض ناقل للعدوى .
ومنه قوله تعالى : { وظن أهلها أنهم قادرون عليها }4 .
وقوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }5 .
وقوله تعالى : { فعلموا أن الحق لله }6 .
ويشترط في خبرها عدم اقترانه بلام التوكيد كما أوضحنا سابقا ، وإلا كسرت همزتها .
4 ــ في موضع المبتدأ . نحو : في اعتقادي أنك مسافر .
ومنه قوله تعالى : { ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة }7 .
5 ــ في موضع الخبر عن اسم معنى . نحو : حسبك أنك مجتهد .
اعتقادي أن التجارة رابحة .     
6 ـ أو في موضع الخبر لـ " إن " التي جاء اسمها اسم معنى . إن رأيي أنك متواضع .
7 ـ أن تقع بعد القول المتضمن معنى الظن . نحو : أتقول أنك مسافر ؟
8 ـ في موضع المجرور بحر الجر . نحو : كافأتك لأنك مجتهد .
ومنه قوله تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق }1 .
9 ـ إذا وقعت أن ومعموليها بعد لو ، ولولا . نحو : احترمك ولو أنك أصغر مني .
ومنه قوله تعالى : { ولو أنهم صبروا }2 .
وقوله تعالى : { فلولا أنه كان من المسبحين }3 .
10 ـ أن يكون المصدر تابعا لواحدة مما سبق .
فمثال العطف قوله تعالى : { وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }4 .
وقوله تعالى : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم }5 .
ومثال البدل قوله تعالى : { فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا }6 .
فالمصر المؤول بدل اشتمال من طعامه ، والتقدير : إلى أنعامنا في طعامه .
ومنه قوله تعالى : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم }7 .

جواز الفتح والكسر .
يجوز فتح همزة " أن " وكسرها في المواضع التي يجوز فيها تأويل " إن " ومعموليها بمصدر مؤول ، أو عدم تأويلها ، ذلك في المواضع التالية : ـ
1 ـ بعد فاء الجزاء . نحو : من يأتني فإنه مكرم . ومنه قوله تعالى { من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم }

فقد قرئت الآية : { فإنه غفور رحيم } بالوجهين ، أي بكسر همزة " إن " وفتحها .
فاحتمال الكسر على جعل ما بعد فاء الجزاء جملة تامة ، والتقدير : فهو غفور .
واحتمال الفتح على تقدير " أن " ومعموليها مصدرا مؤولا في موضع المبتدأ ، والخبر محذوف ، أو خبر والمبتدأ محذوف {1} .
والتقدير : فغفرانه حاصل ، أو فجزاؤه حاصل .
2 ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا إن المطر منهمر .
جواز الكسر على عدم التأويل ، والتقدير : فإذا المطر منهمر .
والفتح على جعل " أن " ومعموليها في موضع الرفع على الابتداء ، وإذا في محل رفع خبره إذا اعتبرناها ظرفا ، أو الخبر محذوف على اعتبار إذا الفجائية حرفا ، والتقدير : انهمار المطر
حاصل .
ومنه قول الشاعر :
         وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا     إذا أنه عبد القفا واللهازم
الشاهد قوله : إذا أنه . فرواية الكسر على معنى فإذا هو عبد القفا ، وهذا الوجه أحسن ؛ لأنه لا يحتاج إلى تقدير . أما رواية الفتح فعلى اعتبار " أن " ومعموليها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف .
3 ـ بعد لا جرم ، وفتح الهمزة أشهر . نحو قوله تعالى : { لا جرم أن لهم النار}2 .
فأن مع معموليها في تأويل مصر مؤول في محل رفع فاعل إذا اعتبرنا جرم فعل ماض بمعنى
" حق " ، والتقدير : حق حصول النار لهم ، أو بمعنى " لابُدَّ " فتكون لا نافية للجنس ، وأن ومعموليها فى تأويل مصدر مجرور بمن ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر
لا ، والتقدير : لابد من حصول النار لهم . أو على المفعولية إذا اعتبرنا جرم بمعنى كسب ، وفاعلها ضمير مستتر ، 
والتقدير : كسب لهم كفرهم . وفي حالة الكسر تكون " لا جرم " قسما ، وكسرت الهمزة لوقوعها في جواب القسم .
ومنه قوله تعالى : { لا جرم أن الله يعلم ما يسرون }1 .
4 ـ إذا وقعت بعد الواو التالية " هذا " ، أو " ذا " .
نحو قوله تعالى : { ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين }2 .
فذلكم خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : الأمر ذلك ، والأمر أن الله موهن ... إلخ .
وهذا وجه الفتح في همزة " أن " .
أما توجيه الكسر فعلى عطف " إن " مع معموليها على الجملة المتقدمة المحذوف أحد جزئيها .
5 ـ جواز الأمرين في مقام التعليل ، والكسر أبلغ . نحو : اطلب العلم إنه سبيل النجاح .
ومنه قوله تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين }3 .
وقوله تعالى : { ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء     قدير }4 .
فالفتح على كون " أن " ومعموليها في محل مصدر مؤول مجرور بلام التعليل ، والتقير : لأنه سبيل النجاح . والكسر على أن التعليل حاصل بجملة " إن "  ومعموليها . أي أنها جملة استئنافية .
6 ـ بعد حتى الجارة ، أو العاطفة . نحو : بذلت جهدك حتى أنك لم تنِ .
ووقفت معه حتى أنك لم تقصر . وعرفت مزاياك حتى أنك فاضل .
فالفتح على اعتبار " حتى " جارة ، أو عاطفة . والكسر على اعتبارها ابتدائية .
7 ـ جواز الأمرين بعد القسم إذا لم يتصل خبر " إن " باللام ، وذكر فعل القسم
قبلها . نحو : أقسمت إن محمدا مسافر ، وأقسمت أن محمدا مسافر .

أما إذا ذكر فعل القسم ، أم لم يذكر ، واتصل الخبر باللام وجب كسر الهمزة .
نحو : أقسمت إنك لمخلص ، والله إنك لمخلص .
وكذلك يجب الكسر إذا خذف فعل القسم ، ولم يتصل الخبر باللام .
نحو قوله تعالى : { حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة }1 .
ومنه قول الشاعر :
       أو تحلفي بربك العلي    أني أبو ذيالك الصبي
الشاهد قوله : أني ، فهمزة " إن " في هذا البيت تروى بالكسر على جعلها جوابا للقسم ، كما أنها تروى بالفتح على اعتبارها مفعولا به بعد حذف حرف الجر .
والتقدير : على أني أبو ذيالك الصبي .
8 ـ أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه .
نحو قوله تعالى : { إن لك لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }2 .
فجواز الكسر يكون على الاستئناف ، أو العطف على جملة " إن " الأولى .
وأما جواز الفتح فيكون بالعطف على " أن لا يجوع " . والله أعلم .

تخفيف نون " إنَّ " وأخواتها .
1 ـ تخفيف نون " إنَّ " :
إذا خففت نون " إنَّ " المشددة ، القياس فيها ألا تعمل إنْ تلاها فعل .
103 ـ نحو قوله تعالى : { وإنْ وجدنا أكثرهم لفاسقين }1 .
وقوله تعالى : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم }2 .
وقوله تعالى : { وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله }3 .
والذي يليها من الأفعال لا يكون إلا ناسخا كما هو واضح من الشواهد السابقة .
غير أنه إذا تلاها اسم جاز فيها الإعمال ، والإهمال ، والإهمال أحسن .
فمثال الإعمال : إنْ محمدا لمسافر ، ولم يسمع في كلام العرب من غير الشعر .
ومنه قوله تعالى في قراءة من قرأ " إن ولما "
104 ـ مخففتين : { وإن كلا لما يوفينهم ربك أعمالهم }4 .
وحجة من يراها عاملة يقول : أن الحرف بمنزلة الفعل إذا حذف من شيء لم يغير عمله .
ومثال إهمالها قوله تعالى : { وإن كل لما جميع لدينا محضرون }5 .
ووجب عند تخفيفها ، وإهمالها اقتران خبرها باللام المفتوحة المعروفة باللام الفارقة للتفريق بينها وبن " إنْ " النافية العاملة عمل ليس .
كما في الآية السابقة ، ومنه قوله تعالى : { وإن كل نفس لما عليها حافظ }6 .
وقد يستغنى عن اللام الفارقة ، إذا تضمن الكلام قرينة ، إما لفظية :
كقول الشاعر* :
          إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة     وإن هو لم يعدم خلاف معاند

الشاهد قوله : لا يخفى ، ولم يعدم ، حيث وقع الفعل المنفي في محل رفع خبر غير مقترن باللام ؛ لأن اللام تفيد التوكيد ، ولا يصح دخول التأكيد على الخبر المنفي .
ومثال القرينة المعنوية : قول الطرماح بن حكيم :
           أنا ابن أباة الضيم من آل مالك     وإن مالك كانت كرام المعادن
فإن المخففة في قوله : وإن مالك ، لا يعقل أن تكون نافية ، إذ إن غرض الشاعر أن يتمدح بقومه ويذكر مآترهم ، فالمعنى قرينة دالة على أن " إن " مخففة من الثقيلة ، وليست " إن " النافية ، ذلك لا يلزم اقتران خبرها باللام الفارقة ، ولو قرنه بها لكان التقدير : وإن مالك لكانت .
2 ـ أنَّ : إذا خففت نون " أن " المفتوحة الهمزة ، وجب إبقاء عملها كما لو كانت ثقيلة ، ولكن يشترط في اسمها أن يكون ضمير الشأن المحذوف ، أما خبرها فيجب أن يكون جملة بنوعيها .
لإذا كانت الجملة اسمية مسبوقة بجزء أساسي ، وجب أن يكون المصدر المؤول من أن ومعموليها مكملا للجزء السابق
105 ـ نحو قوله تعالى : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }1 .
فـ " أن " مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه ، والجملة الاسمية بعدها مكونة من مبتدأ وخبر في محل رفع خبر " أنْ " ، ولا فاصل بين الجملة ، وان ، كما أن " أن ْ " مع اسمها المحذوف وخبرها الجملة مكملة لما قبلها في المعنى .
أما إذا كانت الجملة التالية لـ " إنْ " جملة فعلية وجب أن يكون فعلها دالا على اليقين والقطع الجازم . 106 ـ كقوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }2 .
وكذلك إذا خففت ، وتلاها فعل متصرف لا يفيد الدعاء وجب اقتران الفعل بفاصل ليفصل بين
" أن " ، وخبرها . ويكون الفاصل واحدا مما يأتي : ـ
1 ـ السين ، أو سوف . نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }1 .
ونحو : حسب أن سوف تحضر مبكرا .
2 ـ قد . نحو قوله تعالى : { ونعلم أن قد صدقتنا }2 .
وقوله تعالى : { ليعلم أن قد أبلغوا }3 .
3 ـ لا أو لن أو لم . نحو قوله تعالى : { أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا }4 .
وقوله تعالى : { أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه }5 .
وقوله تعالى : { أيحسب أن لم يره أحد }6 .
4 ـ لو : نحو قوله تعالى : { وأن لو استقاموا على الطريقة }7 .
5 ـ ربَّ . 56 ـ كقول الشاعر* :
          تيقنت أنْ رُبَّ امرئ خيل خائنا    أمين ، وخوان يخال أمينا
وقد أتي بالفاصل في الشواهد السابقة للتأكيد على أنَّ " أنْ " المفتوحة الهمزة الساكنة النون هي المخففة من الثقيلة ، وليست " أنْ " المصدرية الناصبة للفعل المضارع .
فإن كان الخبر جملة اسمية تفيد الدعاء ، أو فعلية فعلها جامد فلا يحتاج إلى فاصل بينه وبين
 " أن " .
نحو قوله تعالى { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }8 .
نحو قوله تعالى : { فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين }9 .
في قراءة الرفع وتخفيف " أنَّ " .
57 ـ ومنه قول الأعشى :
        في فتية كسيوف الهند قد علموا     أن هالك كل من يحفى وينتعل 
ومثال الخبر الواقع فعلا جامدا قوله تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }1 .
وقوله تعالى : { وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم }2 .

3 ـ كأنَّ . حكمها في التخفيف كحكم " أنَّ " يجب إعمالها ، ووجب أن يكون اسمها ضمير الشأن المحذوف . غير أن كثيرا من النحاة لم يشترط أن يكون اسمها  ضميرا ، وأنه يذكر في الكلام أكثر من ذكر اسم " أن " ، واستدلوا على ذلك ، 58 ـ بقول الشاعر* :
        ويوما توافينا بوجه مقسَّم     كأن ظبية تعطوا إلى وارق السلم
فـ " كأنْ " مخففة من الثقيلة ، وظبية في رواية النصب اسمها ، وخبرها محذوف .
وأما على رواية الرفع تكون ظبية خبر كأن ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنه
ظبية . وهذا هو الوجه الأحسن فيما دل عليه الكلام من أن حكمها في العمل كحكم أنْ ، و " أنْ " تعمل مخففة واسمها ضمير الشأن المحذوف دائما .
ومنه قول الشاعر* :
        وصدر مشرق النحر    كأن تدييه حقان
ويروى " تدييه " و " تدياه " بروايتى النصب والرفع كما في البيت السابق .
وعندما تخفف " كأنَّ " يصح دخولها على الجمل بنوعيها اسمية كانت ، أم فعلية .
فمثال الأول : كأن أسد أقبل نحونا . ومنه الشواهد السابقة ، وهي لا تحتاج إلى فاصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا .
وإذا دخلت على الجملة الفعلية وجب الفصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا ، ويكون الفصل إما بـ " قد " ، أو بـ " لم "
* لباغث بن صريم . وللمزيد انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية ج2 ص 397 .                
* الشاهد بلا نسبة في مصادره .
59 ـ مثال الأول قول النابغة الذبياني :
         أفد الترحل غير أن ركابنا    لما نزل برحالنا وكأن قدِ
التقدير : وكأن قد زالت ، فحذفت الجملة الواقعة خبرا لـ " كأن " بعد أ، فصل بينها بـ " قد " .
ومنه قول الآخر* :
        لا يهولنك اصطلاء لظى الحر     ب فمحذورها كأن قد ألما
107 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { كأنْ لم يدعنا إلى ضر مسه }1 .
وقوله تعالى : { كأن لم تغن بالأمس }2 .
وقوله تعالى : { ولى مستكبرا كأن لم يسمعها }3 .
وقد فصل بين " كأنْ " والجملة الواقعة خبرا لها لئلا يلتبس بينها وبين أن المصدرية الداخلة عليها كاف التشبيه .
4 ـ لكنَّ  . إذا خففت نون " لكنَّ " وجب إهمالها ، وبطل عملها بالإجماع ، إلا يونس ، والأخفش قالا بإعمالها .
وعند تخفيفها يزول اختصاصها بالجمل الاسمية ، وتكون صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية وفعلية .
وهي حينئذ إما عاطفة كـ " بل " ، أو حرف ابتداء .
108 ـ نحو قوله تعالى : { لكنِ الله يشهد بما أنزل إليك }4 .
وقوله تعالى : { لكنِ الظالمون اليوم في ضلال مبين }5 .   
ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى : { ولكنْ كانوا أنفسهم يظلمون }1 .
وعن الكسائي أن المختار عند العرب تشديد النون إذا اقترنت " لكنِّ " بالواو .
نحو قوله تعالى : { ولكنَّ الظالمين بآيات الله يجحدون }2 .
وتخفيفها إذا لم تقترن بها .
نحو قوله تعالى : { لكنِ الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا }3 .
وقوله تعالى : { لكنِ الذين اتقوا ربهم }4 .
وعللوا ذلك بأن المخففة تكون عاطفة كما ذكرنا سابقا ، فلا تحتاج إلى واو معها مثلها مثل " بل " فإذا سبقتها الواو ، وهو قليل انتقل العطف إلى الواو ، وتكون " لكن " ابتدائية مهملة لا عمل لها تفيد الاستدراك ليس غير .

تنبيهات وفوائد  
1 ـ ذكرنا أن " إنَّ " و " أنَّ " يفيدان التوكيد كما هو عند جمهور النحاة ، غير أن بعضهم جعلها للتأكيد ، والتحقيق ، وبعضهم جعلها للثبات والدوام {1} .
كما تفيد " أنَّ " معنى الترجي فتكون بمعنى " لعل " .
نحو قوله تعالى { وما يشعركم أنها إذا جاءت لايؤمنون }2 .
في قراءة فتح الهمزة ، أي : لعلها إذا جاءت .
وقد نقل لها هذا المعنى سيبويه عن الخليل ، ومنه قولهم : أأت السوق أنك تشتري لنا شيئا . أي لعلك تشتري {3} .
2 ـ أورد النحاة لـ " كأن " معانيَ غير التشبيه ، فمنهم من جعلها للتحقيق واستدل على ذلك
بقول عمر بن أبي ربيعة * :
         كأني حين أمي لا تكلمني     ذو بغية يشتهي ما ليس موجودا
ومنهم من قال إنها تفيد الشك ، فقالوا إن كان خبرها اسما جامدا كانت للتشبيه ، وإن كان مشتقا كانت للشك بمنزلة " ظن " ، أما إذا كان خبرها فعلا .
نحو : كأنَّ زيدا قام ، أو جملة اسمية . نحو : كأن خالدا أبوه قائم .
أو وصفا مشتقا . نحو : كأن محمدا قائم . فهي للظن والحسبان .
كما ذكروا أنها تكون للتقريب . نحو : كأن الشتاء مقبل .
والمعنى على تقريب إقبال الشتاء ، وهو مذهب الكوفيين {4} .
3 ـ أورد النحاة لـ " لعل " معاني كثيرة غير التي ذكرناها آنفا منها :
3 ـ الكتاب جا ص462 ، والجنى الداني ص417 .
* وفي اللسان ليزيد بن الحكم ، ويروى عجز البيت : متيم يشتهي ما ليس موجودا .
4 ـ الجنى الداني ص572 وما بعدها .
أ ـ تكون للاستفهام . نحو قولك للرجل : لعلك شتمتني ؟ تريد هل تشتمني ؟ فيقول :
لا أو نعم 1 .
ب ـ وتكون للشك بمنزلة " عسى " . نحو : لعل أخاك في المدرسة .
تريد : عسى أخوك في المدرسة . ومنه قوله تعالى { لعلي أبلغ الأسباب }2 .
وتقدير المعنى : عسى أبلغ الأسباب .
4 ـ إذا كانت " ما " الداخلة على " إنَّ " وأخواتها اسما موصولا ، نحو :
إن ما تفعله مثمر . ومنه قوله تعالى : { إن ما تدعون لآت }3 .
وقوله تعالى : { لا جرم إنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا }4 .
أو " ما " المصدرية ، نحو : إن ما عملت مثمر . أي : إن عملك مثمر .
فإن عملها يبقى قائما ، وتكتب " ما " مفصولة عنهن ، وإن وردت في بعض آيات القرآن متصلة بهن .
5 ـ الغالب عند النحاة ، بل ما هو عليه الجمهور عدم جواز حذف اسم " إن " وأخواتها إلا إذا كانت مخففة ، وكان المحذوف ضمير الشأن .
غير أن قلة منهم أجازوا حذفه في غير حال التخفيف ، ولا يقتصر الحذف عندهم على الشعر ، بل سمع في فصيح الكلام إذا دلت عليه القرينة ، وقلما كان المحذوف غير ضمير الشأن 5 .
وعليه يحمل قول الرسول الكريم : " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " . لا على زيادة " من " . خلافا للكسائي .
ومن الذين قالوا بحذفه الخليل ، وأبو حيان ، واستشهدوا بقول الفرزدق :
        فلو كنت ضبيَّا عرفت قرابتي     ولكنَّ زنجيُّ عظيم المشافر
الشاهد قوله : ولكن زنجي ، برفع زنجي على أنه خبر لكنَّ ، واسمها محذوف . 
     إلا أن البيت فيه تخريج غير ذلك ، فقدره سيبويه بقوله : ولكن زنجيا عظيم المشافر لا يعرف قرابتي 1.
6 ـ يجوز زيادة الباء في خبر " أنَّ " إذا اشتملت الجملة فيما قبل " أنَّ " على نفي .
نحو قوله تعالى : { أوَ لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعْيَ بخلقهن بقادر على أن يحيى الموتى }2 .
والتقدير كأنه قيل : أو ليس الله بقادر ، فنزلت " أنَّ " منزلة ليس ، وليس إذا سبقا النفي جاز اقتران خبرها بـ " الباء " الزائدة .
7 ـ إذا وقعت " أنْ " المخففة من الثقيلة بعد فعل يفيد العلم ، واليقين ، لا يشك في أنها المخففة العاملة عمل " أنَّ " ، والمضارع بعدها مرفوع .
نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }3 .
ولا يجوز أن تكون " أنْ " الناصبة للفعل .
أما إذا سبقها فعل يدل على الظن الراجح جاز فيها أن تكون مخففة تعمل عمل " أنَّ " والمضارع بعدها مرفوع ، وجاز أن تكون المصدرية الناصبة والمضارع بعدها منصوب ، ومنه في قراءة النصب قوله تعالى : { وحسبوا أن لا تكون فتنة }4 .
وقرئ برفع " تكون " على اعتبار أن " أنْ " مخففة من الثقيلة .
والعلة في نصب الفعل بعد " أن " إذا سبقها الظن أن " أن " المصدرية الناصبة للفعل المضارع تستعمل في مقام الرجاء ، والطمع فيما بعدها ، فلا يناسبها اليقين {5} .
8 ـ يجوز في الاسم المعطوف على اسم " إنَّ " وأخواتها الرفع ، والنصب ، وهو مذهب أهل البصرة ، والخليل وسيبويه ، ومما ورد فيه الاسم مرفوعا قوله تعالى :
{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى }6 .
وقوله تعالى : { يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله }1 .
وكان الرفع عند سيبويه حملا على الابتداء في الآية الأولى .
أما في الثانية فرفعت كلمة " رسوله " عطفا على الضمير المستتر في الخبر ، أو على محل اسم " أن " ، أو هو مبتدأ حذف خبره ، والتقدير : ورسوله بريء ، وهو أحسن الوجوه ؛ لأنه في الوجه الأول قد فصل بين المتعاطفين بفاصل وهو الجار والمجرور ، وإن كان قد جرى مجرى التوكيد ، والثاني غير جائز عند المحققين أن نعطف على المحل
ومثال ما جاء منصوبا قوله تعالى : { ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر }3 .
قرئت " البحرُ " بالرفع والنصب ، فالرفع على الاستئناف بالواو ، أو رده على محل اسم " إن " قبل دخولها عليه .
وحجة من نصبه أنه عطفه على اسم إن .
ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين }4 .
بنصب الصابئين عطفا على اسم إن .
وقال بعض النحاة إنّ الرفع في الاسم المعطوف على اسم إنّ وأخواتها يكون أجود بعد " إنّ ، وأنّ ، ولكن " واستدلوا على ذلك بمجيء الاسم مرفوعا في قوله تعالى :
{ أن الله بريء من المشركين ورسوله }5 .
وأن النصب بعد اسم وخبر " كأن ، ولعل ، وليت " أجود .
وقد ذكر السيوطي أن العطف على اسم " إن " وأخواتها قبل الخبر لم يجز فيه إلا النصب ، ثم عقب بقوله : وجوزوا الرفع 6 .

نماذج من الإعراب
85 ـ قال تعالى : { وإن ربك لذو مغفرة للناس }
وإن : الواو حرف استئناف ، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .
ربك : رب اسم إن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح
في محل جر مضاف إليه .
لذو مغفرة : اللام هي اللام المزحلقة ، ذو خبر إن مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ،
وذو مضاف ، ومغفرة مضاف إليه مجرور بالكسرة .
للناس : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة من مغفرة .
50 ـ قال الشاعر :         إن الذي سمك السماء بنى لنا     بيتا دعائمه أعز وأطول
إن الذي : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم إن .
سمك السماء : سمك فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، السماء مفعول به منصوب بالفتحة .
وجملة سمك ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
بنى لنا : بنى فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . لنا جار ومجرور متعلقان ببنى .
وجملة بنى ... إلخ في محل رفع خبر إن .
بيتا : مفعول به منصوب بالفتحة .
دعائمه : مبتدأ مرفوع بالضمة ، ودعائم مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أعز وأطول : أغز خبر مرفوع بالضمة ، والواو حرف عطف ، وأطول معطوف على أعز . والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لبيت .
86 ـ قال تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }
طلعها : طلع مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
كأنه : كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
رؤوس الشياطين : رؤوس خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والشياطين مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وجملة كأنه ... إلخ في محل رفع خبر المبتدأ طلع .
51 ـ قال الشاعر :        حُفزتْ وزايلها السراب كأنها     أجزاع بيشة أثلها ورضامها
حفزت : فعل ماض مبني للمجهول ، مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ،
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى الضعن .
والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
وزايلها : الواو حرف عطف ، زايلها فعل ماض مبني على الفتح ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به 
السراب : فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
كأنها : كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
أجزاع : خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ،
بيشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث .
وجملة كأنها ... إلخ في محل نصب حال من الضمير في زايلها .
أثلها : بدل مرفوع من أجزاع بيشة ، وأثل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
ورضامها : الواو حرف عطف ، رضام معطوف على أثل ، وهو مضاف ، والضمير المتصل برضام في محل جر مضاف إليه .
87 ـ قال تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد }
ولو شاء : الواو حرف استئناف ، لو حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع ، أي امتناع الجواب لامتناع الشرط ، شاء فعل ماض مبني على الفتح ،
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، والمفعول به محذوف تقديره : عدم اقتتالهم .
ما اقتتلوا : ما نافية لا عمل لها ، اقتتلوا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب   لو . وجملة شاء ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
ولكن : الواو عاطفة ، وقيل استئنافية ، لكن حرف مشبه بالفعل .
الله : لفظ الجلالة اسم لكن منصوب بالفتحة .
يفعل : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة .
ما يريد : ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، يريد فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
وجملة يريد ... إلخ لا محل لها صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره : يريده .
وجملة يفعل ... إلخ في محل رفع خبر لكن ، وجملة لكن ... إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب أيضا .
88 ـ قال تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }
ويقول الكافر : الواو عاطفة ، يقول فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والكافر فاعله .
يا ليتني : يا حرف نداء ،والمنادى محذوف ، ويجوز أن يكون حرف تنبيه لعدم وجود المنادى ، ليتني : ليت حرف تمني ونصب مشبه بالفعل من أخوات إن ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسم ليت .
كنت : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسم كان .
ترابا : خبر كان منصوب بالفتحة .
وجملة كنت ... إلخ في محل رفع خبر ليت .
وجملة يا ليتني ... إلخ في محل نصب مقول القول .
89 ـ قال تعالى : { إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }
إنا : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والنا ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إن .
أنزلناه : أنزل فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين ، ونا الفاعلين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به .
وجملة أنزلناه ... إلخ في محل رفع خبر إن .
قرآنا : حال منصوبة بالفتحة من المفعول به ، وقد جاز مجيء الجامد حالا وهو غير مؤول
بالمشتق  ؛ لأنه موصوف . ويجوز أن يكون " قرآنا " بدلا من الضمير الغائب في أنزلناه .
عربيا : صفة لقرآن منصوبة بالفتحة .
لعلكم : لعل حرف ترجي ونصب مشبه بالفعل ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم لعل ، والميم علامة الجمع .
تعقلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة تعقلون في محل رفع خبر لعل .
وجملة إنا أنزلناه ... إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
وجملة لعلكم ... إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
52 ـ قال الشاعر :       وكأنما نظرت بعيني شادن     رشأ من الغزلان ليس بتوءم
وكأنما : الواو حسب ما قبلها ، كأن حرف مشبه بافعل ، وما زائدة كافة .
نظرت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي
بعيني : جار ومجرور ، وعلامة الجر الياء ؛ لأن مثنى ، وحذفت النون للإضافة ، وشبه الجملة متعلق بنظرت ، وعيني مضاف .
شادن : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
رشأ : صفة لشادن مجرور بالكسرة .
من الغزلان : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ثانية لشادن .
ليس : ليس فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على شادن .
بتوءم : الباء حرف جر زائد ، توءم اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . وجملة ليس بتوءم في محل جر صفة ثالثة لشادن .
53 ـ قال الشاعر :        قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا    إلى حمامتنا أم نصفه فقدِ
قالت : قال فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على فتاة الحي .
ألا ليتما : ألا حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ليتما : ليت حرف مشبه بالفعل يفيد التمني ، وما زائدة ، وهو الوجه الأحسن ، ويجوز أن تكون كافة فتبطل عمل ليت .
هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم ليت على الوجه الأول ، أو مبتدأ في محل رفع على الوجه الثاني .
الحمام : بدل من اسم الإشارة ، فهو إما منصوب ، وهو الأحسن ، أو مرفوع .
لنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ليت ، أو خبر المبتدأ .
إلى حمامتنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ما اسم   الإشارة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أو نصفه : أو حرف عطف ، نصفه معطوف على اسم الإشارة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
فقد : الفاء فاء الفصيحة العاطفة ، قد اسم بمعنى " كاف " مبني على الكسر في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، ويصح أن تكون " قد " اسم فعل مضارع بمعنى يكفي .
والمبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط المحذوف ، والتقدير : إن حصل ذلك فهو كاف . وجملة ألا ليتما ... إلخ في محل نصب مقول القول .
الشاهد قوله : ألا ليتما هذا الهمام . فروي " الحمام " بالنصب لأنه بدل من اسم   ليت ، وبالرفع لأنه بدل من المبتدأ .
90 ـ قال تعالى : { إن الله غفور رحيم }
إن الله : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الله لفظ الجلالة اسم إن منصوب .
غفور : خبر إن مرفوع بالضمة . نوعه مفرد .
رحيم : خبر ثان مرفوع بالضمة . نوعه مفرد .
قال تعالى : { إنكم متبعون }
إنكم : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
متبعون : خبر إن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . نوعه مفرد .
91 ـ قال تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون
رحمة الله } .
إن الذين : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها .
آمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعله ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
والذين : الواو حرف عطف ، الذين اسم موصول مبني على الفتح معطوف على ما قبله في محل نصب .
هاجروا وجاهدوا : هاجروا فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وجاهدوا : الواو حرف عطف ، جاهدوا معطوف على ما قبله .
في سبيل الله : في سبيل جار ومجرور متعلقان بجاهدوا ، وسبيل مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور .
أولئك : اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
يرجون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الستة ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ أولئك .
رحمة الله : رحمة مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة .
والجملة الاسمية من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن . نوع الخبر جملة اسمية .
شارك الموضوع :

إرسال تعليق