خبر إن وأخواتها " الأحرف
الناسخة "
تعريفه : هو كل خبر لمبتدأ تدخل عليه " إن " أو إحدى أخواتها ، وتعمل فيه الرفع نحو : إن العمل واجب ، ونحو قوله تعالى : { إن الساعة آتية }1 .
إن حرف
توكيد ونصب مشبه بالفعل .
الساعة :
اسم إن منصوب بالفتحة .
آتية : خبر
إن مرفوع بالضمة .
علة تسمية
" إن " وأخواتها حروفا مشبهة بالفعل .
تشبه
" إن " وأخواتها الفعل شبها لفظيا ، ومعنويا ، وتتمثل أوجه الشبه في
الآتي : ـ
1
ـ أن جميع هذه الحروف على وزن الفعل .
2
ـ هذه الحروف مبنية على الفتح كما هو الحال في الفعل الماضي .
3
ـ يوجد فيها معنى الفعل ، فمعنى " إنَّ " و " أنَّ " حققتُ ،
ومعنى " كأن " شبهتُ ، ومعنى
"
لكن " استدركتُ ، ومعنى " ليت " تمنيتُ ، ومعنى " لعل
" ترجيتُ .
4
ـ تتصل الضمائر بهذه الحروف كما تتصل بالفعل . فنقول : إنه ، كما نقول :
ضربه ، وإنني كما نقول : صافحني .
بالإضافة
إلى أن هذه الحروف لا تتصرف ، وبعض الأفعال لا يتصرف أيضا .
كـ "
ليس ، وعسى ، ونعم ، وبئس " .
5
ـ هذه الحروف تختص بالأسماء ، وكذلك الأفعال مختصة بها أيضا .
فتعمل هذه
الحروف في الجملة الاسمية من نصب للاسم ورفع للخبر ، كما يفعل الفعل من رفعه
للفاعل ، ونصبه للمفعول به .
6
ـ تتصل بها نون الوقاية ، كما أنها تتصل بالفعل .
نحو : إنني
، وليتني ، وكأنني . ونقول في الفعل : أكرمني ، وكافأني ، وأعطاني .
عدد الأحرف
المشبهة بالفعل .
الأحرف
المشبهة بالفعل ستة أحرف على الوجه الصحيح ، وقد جعلها بعض النحاة خمسة باعتبار أن
" إنَّ " ، و " أنَّ " حرف واحد ، والصحيح أن كلا منهما حرف .
ولكل حرف
من هذه الأحرف معنى خاص به .
أولا ـ
إنَّ وأنَّ : يفيدان التوكيد . 85 ـ نحو قوله تعالى : { وإنَّ ربك لذو مغفرة للناس
}1 .
وقوله
تعالى : { اعلموا أنَّ الله شديد العقاب }2 .
50
ـ ومنه قول الفرزدق :
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أغز وأطول
ثانيا ـ
كأن : تفيد التشبيه . نحو : كأن عليا أسد .
ونحو قوله
تعالى : { كأن في أذنيه وقرا }3 .
86
ـ وقوله تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }4 .
51
ـ ومنه قول لبيد :
حُفِزت وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها
ثالثا ـ
لكنَّ : تفيد الاستدراك والتوكيد . نحو : أخوك عالم لكنه بخيل .
وقوله
تعالى : { إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون }5 .
87
ـ وقوله تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد }6 .
ومنه قول
عمرو بن كلثوم :
نسمى ظالمينا وما ظلمنا ولكنَّا سنبدأ ظالمينا
ومثال
مجيئها للتوكيد قولنا : لو اجتهدت لفزت ولكنَّك لم تجتهد فلم تفز .
ونحو : لو
زارني محمد لأكرمته ولكنَّه لم يزرني .
رابعا ـ
ليت : تفيد التمني ، وهو طلب ما لا طمع فيه . نحو : ليت الجو دافئ .
88
ـ ونحو قوله تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }1 .
وقوله
تعالى : { يا ليت قومي يعلمون }2 .
ومنه قول
الفرزدق :
ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
خامسا ـ
لعل : تفيد الترجي ، وهو توقع الأمر المحبوب . نحو : لعل الله يرحمنا .
ومنه قوله
تعالى : { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى }3 .
وقد ذكر
النحاة أنها تفيد التعليل أيضا ، فتكون بمعنى " كي " .
89
ـ نحو قوله تعالى : { إنَّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }4 .
وقوله
تعالى : { لعلكم ترحمون }5 .
والمعنى في
الآيتين : لكي تعلموا معانيه ، وكي ترحموا .
وتفيد
الإشفاق نحو : لعل المريض مشرف على نهايته .
ونه قوله
تعالى : { لعلنا نتبع السحرة }6 ، وقوله تعالى : { لعل الساعة قريب }7 .
عمل الحروف الناسخة .
تعمل
الحروف المشبه بالفعل " الناسخة " النصب في الاسم ويسمى اسمها ، والرفع
في الخبر ، ويسمى خبرها ، ولكن بشروط هي : ـ
1
ـ ألا يكون اسمها مما له الصدارة في الكلام .
2 ـ
ألا تتصل بـ " ما " الكافة .
أولا ـ ألا
يكون اسم تلك الحروف من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام ، كأسماء الاستفهام ،
والشرط : من ، ما ، مهما ، كيف ، كيفما ، أين ، أينما ، متى ... إلخ .
ثانيا ــ
اتصال " ما " الكافة بـ " إن " وأخواتها .
من شروط
عمل " إن " وأخواتها ألا تتصل بها " ما " الحرفية الزائدة ،
فإذا اتصلت بها كفتها عن العمل ، وزال اختصاصها في الدخول على الجمل الاسمية ،
وتصبح صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية كانت أم فعلية ، ما عدا " ليت
" فإنه يجوز فيها إذا اتصلت بها " ما " أن تعمل في الجملة الاسمية
، أو لا تعمل .
نحو قول
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنما الأعمال بالنيات " .
ومنه قوله
تعالى : { إنما هو إله واحد }1 .
وقوله
تعالى : { إنما نحن مصلحون } 2 .
وقوله
تعالى : { إنما يأكلون في بطونهم نارا }3 .
وقوله
تعالى : { وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة }4 .
وقوله
تعالى : { فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم }5 .
وقوله
تعالى : { كأنما يساقون إلى الموت }6 .
52
ـ ومنه قول الشاعر :
وكأنما نظرت بعيني شادنٍ رشأ من الغزلان ليس بتوأم
ونحو :
لعلما المريضُ يشفى ، ولعلما ينظر في الأمر .
ونحو :
الجو دافئ لكنما الأمطارُ غزيرةٌ .
أما "
ليت " فيجوز في " ما " أن تكفها عن العمل ، أو لا تكفها كما ذكرنا
آنفا .
53
ـ نحو قول الشاعر :
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد
فيجوز في
قولها " هذا الحمام " أن يكون اسم الإشارة في محل نصب اسم ليت ، والحمام
خبر ليت مرفوع ، ويجوز أن يكون " هذا " في محل رفع مبتدأ ، والحمام خبره
.
أنواع
خبر الأحرف المشبهة بالفعل " الأحرف الناسخة " .
يأتي خبر الأحرف الناسخة مثل خبر المبتدأ ، وهو على ثلاثة أنواع : ـ
1
ـ خبر مفرد : وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة .
نحو : محمد
مجتهد ، والطالبان فائزان ، والمعلمون قادمون .
90
ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله غفور رحيم }1 . وقوله تعالى : { إنكم متبعون }2 .
وقوله
تعالى : { إن المنافقين كاذبون }3 .
وقوله
تعالى : { ولكن الله ذو فضل على العالمين }4 .
وقوله
تعالى : { كأنها كوكب دري }5 .
فالخبر في
الأمثلة السابقة جاء مفردا سواء أكان بلفظ الواحد ، أم المثنى ، أم الجمع .
2
ـ جملة بنوعيها :
أ ـ جملة
اسمية . نحو : إن الحديقة أشجارها باسقة ، ولعل العمال عملهم مثمر .
91
ـ ونحو قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك
يرجون رحمة من الله }6 .
وقوله
تعالى : { ألم يعلم أن الله له ملك السموات والأرض }7 .
ب ـ جملة
فعلية : نحو قوله تعالى : { إن الأبرار يشربون من كاس مزاجها كافورا
}8 . وقوله تعالى : { لعلكم تفلحون }9 .
92
ـ وقوله تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء }1 .
وقوله
تعالى : { ياليتني قدمت لحياتي }2 .
وقوله
تعالى : { كأنهم إلى نصب يوفضون }3 .
3
ـ شبه جملة بنوعيها :
أ ـ جار
ومجرور . نحو : إن الكتاب في الحقيبة .
93
ـ ومنه قوله تعالى : { وإن للمتقين لحسن وآب }4 .
وقوله
تعالى : { إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء }5 .
ب ـ ظرف
مكان . نحو : ليتك عندي فأكرمك .
94
ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله مع الصابرين }6 .
وقوله
تعالى : { فإن مع العسر يسرا }7 .
ج ـ طرف
زمان . 95 ـ نحو : لعل السفر يوم الخميس .
وفي الخبر
شبه الجملة نقدر محذوفا سوار أكان مفردا ككائن ، أو مستقر ، أو موجود ، أم كان
جملة ككان ، أو استقر ، أو وجد ، أو يكون .
حكم خبر
تلك الحروف ومعموله من حيث التقدم ، والتأخر عنها .
لا يجوز
تقدم خبر الحروف الناسخة عليها ، ولا على اسمها ، ولا يجوز تقدم الاسم عليها . إذ
لا يصح أن نقول : مسافر إن محمد ، ولا : إن مسافر محمدا .
ولا :
محمدا إن مسافر .
ولكن إذا
كان الخبر شبه جملة لزم تقديمه على اسمها وجوبا إذا كان في الاسم ضمير يعود
على بعض
الخبر . 96 ـ نحو : لعل في المصنع أصحابه .
فإذا
لم يتصل الاسم بضمير جاز التقديم والتأخير . نحو : لعل محمد في انتظارك ، ولعل في
انتظارك محمد .
وإن خالد
عندنا ، وإن عندنا خالد .
97
ـ ومنه قوله تعالى : { إن فيها قوما جبارين }1 .
وقوله
تعالى : { إن في ذلك لآية للمؤمنين }2 .
وقوله
تعالى : { إن لدينا أنكالا وجحيما }3 .
وأما معمول
الخبر فلا يجوز تقديمه على الاسم . فلا يصح أن نقول :
إن كتابك
محمدا آخذ .
غير أن بعض
النحاة أجاز تقديم معمول الخبر على الاسم إذا كان المعمل شبه جملة .
نحو : إن في المدرسة عليا موجود .
54
ـ ومنه قول جميل بن معمر :
فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جمُّ بلابله
الشاهد في
البيت قوله : فإن بحبها أخاك مصاب ، فقدم معمول الخبر " بحبها " على
اسمها
"
أخاك " .
أما تقدم
المعمول على الخبر فكثير . نحو قوله تعالى : { إن الله بما تعملون بصير }4 .
98
ـ وقوله تعالى : { إن الله على كل شيء قدير }5 .
حكم حذف
الحرف الناسخ ، وحذف أحد معموليه ، أو حذف الحرف ومعموليه .
1
ـ لا يصح حذف الحرف الناسخ وبقاء معموليه . إذ لا يصح أن نقول :
محمدا
مجتهد . بنصب محمد على اعتبار أنه اسم " إن " المحذوفة ، ومجتهد خبرها
مرفوع ،
لعدم وجود القرينة على حذفه .
غير أنه
جاز حذفه مع معموليه لدلالة القرينة عليه .
99
ـ كما في قوله تعلى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 .
والتقدير :
تزعمون أنهم شركائي .
2
ـ يجب حذف خبرها في موضعين :
أ ـ بعد
قولهم ليت شعري . نحو : ليت شعري هل يعود الغائب .
والتقدير :
ليتني أشعر بعودته .
ونلاحظ أنه
لا بد أن يلي تعبير " ليت شعري " استفهام اسما أو حرفا .
55
ـ ومنه قول جميل :
ياليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد
الشاهد
قوله : ليت شعري هل أبيتن ليلة . فقد حذف خبر ليت وجوبا ، والتقدير : ليتني أشعر
بمبيتي ليلة .
وجملة
الاستفهام في محل نصب مفعول به لشعري باعتباره مصدرا .
ومنه قول
امرئ القيس :
ألا ليت شعري كيف حادتُ وصلها وكيف تراني وُصلة المتغيبِ
2
ـ أن يكون في الكلام شبه جملة ظرف ، أو جار ومجرور . وعندئذ يكون شبه الجملة
متعلقا بمحذوف خبر واجب الحذف تقديره : كائن ، أو موجود .
نحو : إن
الأمر في يدك ، ولعل محمدا عندنا .
فالتقدير :
كائن في يدك ، وموجود عندنا .
ويجوز حذف
الخبر إذا دل عليه دليل .
كما في
قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه
للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }2 .
الشاهد في
الآية قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون } . حيث حذف خبر " إن "
جوازا لدلالة جواب الشرط عليه ، وهو قوله تعالى : { نذقه من عذاب أليم } .
والتقدير :
إن الذين كفروا نذقهم من عذاب أليم .
100
ـ وقوله تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لمّا جاءهم وإنه لكتاب عزيز }1 .
الشاهد
قوله : إن الذين كفروا بالذكر ، ثم حذف الخبر ، وتقديره : معاندون ، أو
معذبون .
تعدد
خبر " إن " وأخواتها .
يجوز تعدد
خبر إن ، أو إحدى أخواتها كما هو الحال في تعدد خبر المبتدأ .
فنقول : إن
الطالب مجتهد مؤدب .
101
ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله عليم خبير }2 ، وقوله تعالى : { إن الله عليم حكيم
}3.
اقتران
اللام في خبرها ، واسمها المؤخر .
يقترن خبر
" إن " دون أخواتها باللام لتوكيد مضمون الجملة ، لهذا زحلقوها في باب
" إن " عن صدر الجملة كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين ، وهي لتخليص المضارع
للحال أيضا {4} .
نحو قوله
تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون }5 .
وقوله
تعالى : { وإن ربك ليحكم بينهم }6 .
102
ـ وقوله تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }7
ويشترط
في اقتران اللام بخبر " إن " الآتي : ـ
1
ـ ألا يكون الخبر منفيا ؛ لأن اللام لتأكيد الإثبات وهو ضد النفي .
2
ـ ألا يكون الخبر ماضيا متصرفا غير مقرون بقد . فلا نقول : إن محمدا لقام .
أما إذا
كان الخبر فعلا ماضيا متصرفا مقرونا بقد جاز اقترانه باللام .
نحو : إن
عليا لقد كان مجتهدا .
ويجوز
اقتران اللام بالفعل الماضي إذا كان جامدا ، كنعم وبئس .
نحو : إن
أخاك لنعم الرجل .
وإذا كان
الخبر اسما ، أو فعلا مضارعا فلا شروط لاقترانه باللام .
ويجوز دخول
اللام على خبر إن بالشروط السابقة .
نخو : إن
الطالب لَكتابَك آخذ . وإن المعلم لأخاك مكافئ .
ولم يرد
منه شيء في القرآن الكريم .
وقد دخلت
اللام على ضمير الفصل .
نحو قوله
تعالى : { وإن الله لهو العزيز الحكيم }1 .
وقوله
تعالى : { إن هذا لهو الفضل المبين }2 .
وتقترن لام
الابتداء باسم " إن " شريطة تأخيره عن الخبر كراهة ابتداء الكلام
بمؤكدين كما هو الحال في الخبر .
نحو : إن
في الصدق لمنجاة ، وإن في الصدق لخيرا .
ومنه قوله
تعالى : { إن في ذلك لآية لكم }3 .
وقوله
تعالى : { وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب }4 .
كسر
همزة " إن " وفتحها .
تكسر همزة إن وجوبا في كل موضع يمتنع فيه تأويلها مع اسمها ، وخبرها بمصدر ، ذلك
في المواضع التالية : ـ
1
ـ في ابتداء الكلام حقيقة ، أو حكما " أي الواقعة بعد ألا الاستفتاحية .
مثال الأول
قوله تعالى : { إ نّا أعطيناك الكوثر }1 .
وقوله
تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم }2 .
ومثال
الثاني قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم }3 .
وقوله
تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 .
وفي ابتداء
جملة " إن " الواقعة بعد النداء .
كقوله
تعالى : { قالوا يا أيها العزيز إن له أبا } 5 .
2
ـ في صدر جملة الصلة . نحو : انتصر الذي إنه مخلص ، وجاء الذي إنه عاقل،
ومنه قوله تعالى : { وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة }6 .
3
ـ بعد القول . نحو قوله تعالى : { وقال إني معكم }7 .
وقوله
تعالى : { قال إني عبد الله }8 .
ويشترط في
القول أن يراد به معنى الحكاية . أما إذا أريد به معنى الظن فتحت همزة " إن
" .
4
ـ أن تقع في صدر الجملة المستأنفة . نحو : يحسبون أني مقصر في عملي إنهم
لمخطئون ،
وزعم أحمد أنه متفوق إنه لكاذب .
5
ـ في جواب القسم ، ويكثر في ذلك اقتران خبرها باللام . نحو : والله إنك لصادق .
ومنه قوله تعالى : { ويحلفون بالله إنهم لمعكم }1 .
وقوله
تعالى : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون }2 .
وقوله
تعالى : { والعصر إن الإنسان لفي خسر }3 .
6
ـ إذا اتصل خبرها بلام الابتداء ، ولو سبقها فعل من أخوات ظن .
أي "
جاءت بعد فعل قلبي علق باللام " نحو : علمت إن أخاك لمحسن .
ومنه قوله
تعالى : { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون }4 .
وقوله
تعالى : { قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون }5 .
وقوله
تعالى : { والله يعلم إنهم لكاذبون }6 .
ومنه قول
الشاعر :
ألم تر إني وابن أسود ليلة لنسري إلى نارين يعلو
سناها
وقد كسرت الهمزة في الشواهد السابقة ونظائرها ؛ لأن اللام إذا وليت الظن والعلم
علقت الفعل عن العمل {7} . فالفعل علم في الآيات السابقة لم يعمل في إن ومعموليها
لاتصال خبرها بلام الابتداء ، لذا كسرت همزتها ، فإن ومعموليها في هذا الموضع لم
تؤول بمصدر كما هو الحال عند فتح همزتها .
والشاهد في
البيت قوله : ألم تر إني ... لنسري . حيث كسرة همزة " إن " بع الفعل
القلبي " تر " الذي علق عن العمل لاتصال خبر إن بلام الابتداء المزحلقة .
7
ـ أن تقع في صدر جملة الحال مقرونة بالواو ، أو غير مقرونة .
مثال الأول
: زرته وإني لذو أمل في شفائه .
ومنه قوله
تعالى : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون }1 .
ومثال
النوع الثاني قوله تعالى : { إلا إنهم ليأكلون الطعام }2 .
8
ـ أن تقع مع معموليها في موقع الخبر عن اسم ذات . نحو : الرجل إنه قادم .
ومنه قوله
تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا
إن الله يفصل بينهم }.
9
ـ أن تقع مع معموليها في موقع الصفة لما قبلها . نحو : جاء طالب إنه مهذب .
وهذا قول
إنه حق .
10
ـ أن تقع في محل نصب خبر لكان . نحو : كان الرجل إنه مسافر .
11
ـ أن تقع بعد كلاّ . نحو قوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 .
وقوله
تعالى : { كلا إنها كلمة هو قائلها }5 .
12
ـ أن تقع بعد إذ . نحو : وصلت إذ إن أباك يستقل العربة .
13
ـ أن تقع بعد حتى الابتدائية . نحو : غادر الطلاب المدرسة حتى إن المدرسين غادروها
.
14
ـ أن تقع بعد حيث . نحو : جلست حيث إنك جالس .
والبعض
أجاز فتحها .
فتح
همزة " أن " .
يجب فتح
همزة " أن " في كل موضع يصح تأويلها مع معموليها بالمصدر المؤول بالصريح
. وتؤول أن مع اسمها وخبرها في المواضع التالية : ــ
1
ـ إذا جاءت مع معموليها في موضع الفاعل . نحو : أعجبني أنك مجتهد .
والتقدير :
أعجبني اجتهادك .
ومنه قوله
تعالى : { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب }1 .
وقوله
تعالى : { فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه }2 .
2
ـ في موضع نائب الفاعل . نحو : يخيل لي أن السماء صحو .
ومنه قوله
تعالى : { قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن }3 .
3
ـ في موضع المفعول به . نحو : ألا تعلم أن البعوض ناقل للعدوى .
ومنه قوله
تعالى : { وظن أهلها أنهم قادرون عليها }4 .
وقوله
تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }5 .
وقوله
تعالى : { فعلموا أن الحق لله }6 .
ويشترط في
خبرها عدم اقترانه بلام التوكيد كما أوضحنا سابقا ، وإلا كسرت همزتها .
4
ــ في موضع المبتدأ . نحو : في اعتقادي أنك مسافر .
ومنه قوله
تعالى : { ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة }7 .
5
ــ في موضع الخبر عن اسم معنى . نحو : حسبك أنك مجتهد .
اعتقادي أن
التجارة رابحة .
6
ـ أو في موضع الخبر لـ " إن " التي جاء اسمها اسم معنى . إن رأيي أنك
متواضع .
7
ـ أن تقع بعد القول المتضمن معنى الظن . نحو : أتقول أنك مسافر ؟
8
ـ في موضع المجرور بحر الجر . نحو : كافأتك لأنك مجتهد .
ومنه قوله
تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق }1 .
9
ـ إذا وقعت أن ومعموليها بعد لو ، ولولا . نحو : احترمك ولو أنك أصغر مني .
ومنه قوله
تعالى : { ولو أنهم صبروا }2 .
وقوله
تعالى : { فلولا أنه كان من المسبحين }3 .
10
ـ أن يكون المصدر تابعا لواحدة مما سبق .
فمثال
العطف قوله تعالى : { وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }4 .
وقوله
تعالى : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم }5 .
ومثال
البدل قوله تعالى : { فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا }6 .
فالمصر
المؤول بدل اشتمال من طعامه ، والتقدير : إلى أنعامنا في طعامه .
ومنه قوله
تعالى : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم }7 .
جواز
الفتح والكسر .
يجوز فتح
همزة " أن " وكسرها في المواضع التي يجوز فيها تأويل " إن "
ومعموليها بمصدر مؤول ، أو عدم تأويلها ، ذلك في المواضع التالية : ـ
1
ـ بعد فاء الجزاء . نحو : من يأتني فإنه مكرم . ومنه قوله تعالى { من عمل منكم
سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم }
فقد قرئت
الآية : { فإنه غفور رحيم } بالوجهين ، أي بكسر همزة " إن " وفتحها .
فاحتمال
الكسر على جعل ما بعد فاء الجزاء جملة تامة ، والتقدير : فهو غفور .
واحتمال
الفتح على تقدير " أن " ومعموليها مصدرا مؤولا في موضع المبتدأ ، والخبر
محذوف ، أو خبر والمبتدأ محذوف {1} .
والتقدير :
فغفرانه حاصل ، أو فجزاؤه حاصل .
2
ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا إن المطر منهمر .
جواز الكسر
على عدم التأويل ، والتقدير : فإذا المطر منهمر .
والفتح على
جعل " أن " ومعموليها في موضع الرفع على الابتداء ، وإذا في محل رفع
خبره إذا اعتبرناها ظرفا ، أو الخبر محذوف على اعتبار إذا الفجائية حرفا ،
والتقدير : انهمار المطر
حاصل .
ومنه قول
الشاعر :
وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا إذا أنه عبد
القفا واللهازم
الشاهد
قوله : إذا أنه . فرواية الكسر على معنى فإذا هو عبد القفا ، وهذا الوجه أحسن ؛
لأنه لا يحتاج إلى تقدير . أما رواية الفتح فعلى اعتبار " أن "
ومعموليها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف .
3
ـ بعد لا جرم ، وفتح الهمزة أشهر . نحو قوله تعالى : { لا جرم أن لهم النار}2 .
فأن مع
معموليها في تأويل مصر مؤول في محل رفع فاعل إذا اعتبرنا جرم فعل ماض بمعنى
"
حق " ، والتقدير : حق حصول النار لهم ، أو بمعنى " لابُدَّ " فتكون
لا نافية للجنس ، وأن ومعموليها فى تأويل مصدر مجرور بمن ، والجار والمجرور
متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر
لا ،
والتقدير : لابد من حصول النار لهم . أو على المفعولية إذا اعتبرنا جرم
بمعنى كسب ، وفاعلها ضمير مستتر ،
والتقدير :
كسب لهم كفرهم . وفي حالة الكسر تكون " لا جرم " قسما ، وكسرت الهمزة
لوقوعها في جواب القسم .
ومنه قوله
تعالى : { لا جرم أن الله يعلم ما يسرون }1 .
4
ـ إذا وقعت بعد الواو التالية " هذا " ، أو " ذا " .
نحو قوله
تعالى : { ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين }2 .
فذلكم خبر
لمبتدأ محذوف ، والتقدير : الأمر ذلك ، والأمر أن الله موهن ... إلخ .
وهذا وجه
الفتح في همزة " أن " .
أما توجيه
الكسر فعلى عطف " إن " مع معموليها على الجملة المتقدمة المحذوف أحد
جزئيها .
5
ـ جواز الأمرين في مقام التعليل ، والكسر أبلغ . نحو : اطلب العلم إنه سبيل النجاح
.
ومنه قوله
تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين }3 .
وقوله
تعالى : { ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل
شيء قدير }4 .
فالفتح على
كون " أن " ومعموليها في محل مصدر مؤول مجرور بلام التعليل ، والتقير :
لأنه سبيل النجاح . والكسر على أن التعليل حاصل بجملة " إن "
ومعموليها . أي أنها جملة استئنافية .
6
ـ بعد حتى الجارة ، أو العاطفة . نحو : بذلت جهدك حتى أنك لم تنِ .
ووقفت معه
حتى أنك لم تقصر . وعرفت مزاياك حتى أنك فاضل .
فالفتح على
اعتبار " حتى " جارة ، أو عاطفة . والكسر على اعتبارها ابتدائية .
7
ـ جواز الأمرين بعد القسم إذا لم يتصل خبر " إن " باللام ، وذكر فعل
القسم
قبلها .
نحو : أقسمت إن محمدا مسافر ، وأقسمت أن محمدا مسافر .
أما إذا
ذكر فعل القسم ، أم لم يذكر ، واتصل الخبر باللام وجب كسر الهمزة .
نحو :
أقسمت إنك لمخلص ، والله إنك لمخلص .
وكذلك يجب
الكسر إذا خذف فعل القسم ، ولم يتصل الخبر باللام .
نحو قوله
تعالى : { حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة }1 .
ومنه قول
الشاعر :
أو تحلفي بربك العلي أني أبو ذيالك الصبي
الشاهد
قوله : أني ، فهمزة " إن " في هذا البيت تروى بالكسر على جعلها جوابا
للقسم ، كما أنها تروى بالفتح على اعتبارها مفعولا به بعد حذف حرف الجر .
والتقدير :
على أني أبو ذيالك الصبي .
8
ـ أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه .
نحو قوله
تعالى : { إن لك لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }2 .
فجواز
الكسر يكون على الاستئناف ، أو العطف على جملة " إن " الأولى .
وأما جواز
الفتح فيكون بالعطف على " أن لا يجوع " . والله أعلم .
تخفيف
نون " إنَّ " وأخواتها .
1 ـ تخفيف
نون " إنَّ " :
إذا خففت
نون " إنَّ " المشددة ، القياس فيها ألا تعمل إنْ تلاها فعل .
103
ـ نحو قوله تعالى : { وإنْ وجدنا أكثرهم لفاسقين }1 .
وقوله
تعالى : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم }2 .
وقوله
تعالى : { وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله }3 .
والذي
يليها من الأفعال لا يكون إلا ناسخا كما هو واضح من الشواهد السابقة .
غير أنه
إذا تلاها اسم جاز فيها الإعمال ، والإهمال ، والإهمال أحسن .
فمثال
الإعمال : إنْ محمدا لمسافر ، ولم يسمع في كلام العرب من غير الشعر .
ومنه قوله
تعالى في قراءة من قرأ " إن ولما "
104
ـ مخففتين : { وإن كلا لما يوفينهم ربك أعمالهم }4 .
وحجة من
يراها عاملة يقول : أن الحرف بمنزلة الفعل إذا حذف من شيء لم يغير عمله .
ومثال
إهمالها قوله تعالى : { وإن كل لما جميع لدينا محضرون }5 .
ووجب عند
تخفيفها ، وإهمالها اقتران خبرها باللام المفتوحة المعروفة باللام الفارقة للتفريق
بينها وبن " إنْ " النافية العاملة عمل ليس .
كما في
الآية السابقة ، ومنه قوله تعالى : { وإن كل نفس لما عليها حافظ }6 .
وقد يستغنى
عن اللام الفارقة ، إذا تضمن الكلام قرينة ، إما لفظية :
كقول
الشاعر* :
إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة وإن هو لم يعدم خلاف معاند
الشاهد
قوله : لا يخفى ، ولم يعدم ، حيث وقع الفعل المنفي في محل رفع خبر غير مقترن
باللام ؛ لأن اللام تفيد التوكيد ، ولا يصح دخول التأكيد على الخبر المنفي .
ومثال
القرينة المعنوية : قول الطرماح بن حكيم :
أنا ابن أباة الضيم من آل مالك وإن مالك كانت كرام المعادن
فإن
المخففة في قوله : وإن مالك ، لا يعقل أن تكون نافية ، إذ إن غرض الشاعر أن يتمدح
بقومه ويذكر مآترهم ، فالمعنى قرينة دالة على أن " إن " مخففة من
الثقيلة ، وليست " إن " النافية ، ذلك لا يلزم اقتران خبرها باللام
الفارقة ، ولو قرنه بها لكان التقدير : وإن مالك لكانت .
2
ـ أنَّ : إذا خففت نون " أن " المفتوحة الهمزة ، وجب إبقاء عملها كما لو
كانت ثقيلة ، ولكن يشترط في اسمها أن يكون ضمير الشأن المحذوف ، أما خبرها فيجب أن
يكون جملة بنوعيها .
لإذا كانت
الجملة اسمية مسبوقة بجزء أساسي ، وجب أن يكون المصدر المؤول من أن ومعموليها
مكملا للجزء السابق
105
ـ نحو قوله تعالى : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }1 .
فـ "
أن " مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه ، والجملة
الاسمية بعدها مكونة من مبتدأ وخبر في محل رفع خبر " أنْ " ، ولا فاصل
بين الجملة ، وان ، كما أن " أن ْ " مع اسمها المحذوف وخبرها الجملة
مكملة لما قبلها في المعنى .
أما إذا
كانت الجملة التالية لـ " إنْ " جملة فعلية وجب أن يكون فعلها دالا على
اليقين والقطع الجازم . 106 ـ كقوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }2 .
وكذلك إذا
خففت ، وتلاها فعل متصرف لا يفيد الدعاء وجب اقتران الفعل بفاصل ليفصل بين
" أن " ، وخبرها . ويكون الفاصل واحدا مما يأتي : ـ
1 ـ السين
، أو سوف . نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }1 .
ونحو : حسب
أن سوف تحضر مبكرا .
2
ـ قد . نحو قوله تعالى : { ونعلم أن قد صدقتنا }2 .
وقوله
تعالى : { ليعلم أن قد أبلغوا }3 .
3
ـ لا أو لن أو لم . نحو قوله تعالى : { أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا }4 .
وقوله
تعالى : { أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه }5 .
وقوله
تعالى : { أيحسب أن لم يره أحد }6 .
4
ـ لو : نحو قوله تعالى : { وأن لو استقاموا على الطريقة }7 .
5
ـ ربَّ . 56 ـ كقول الشاعر* :
تيقنت أنْ رُبَّ امرئ خيل خائنا أمين ، وخوان يخال أمينا
وقد أتي
بالفاصل في الشواهد السابقة للتأكيد على أنَّ " أنْ " المفتوحة الهمزة
الساكنة النون هي المخففة من الثقيلة ، وليست " أنْ " المصدرية الناصبة
للفعل المضارع .
فإن كان
الخبر جملة اسمية تفيد الدعاء ، أو فعلية فعلها جامد فلا يحتاج إلى فاصل بينه وبين
"
أن " .
نحو قوله
تعالى { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }8 .
نحو قوله
تعالى : { فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين }9 .
في قراءة
الرفع وتخفيف " أنَّ " .
57
ـ ومنه قول الأعشى :
في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل
ومثال
الخبر الواقع فعلا جامدا قوله تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }1 .
وقوله
تعالى : { وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم }2 .
3
ـ كأنَّ . حكمها في التخفيف كحكم " أنَّ " يجب إعمالها ، ووجب أن يكون
اسمها ضمير الشأن المحذوف . غير أن كثيرا من النحاة لم يشترط أن يكون اسمها
ضميرا ، وأنه يذكر في الكلام أكثر من ذكر اسم " أن " ، واستدلوا على ذلك
، 58 ـ بقول الشاعر* :
ويوما توافينا بوجه مقسَّم كأن ظبية تعطوا إلى وارق السلم
فـ "
كأنْ " مخففة من الثقيلة ، وظبية في رواية النصب اسمها ، وخبرها محذوف .
وأما على
رواية الرفع تكون ظبية خبر كأن ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنه
ظبية .
وهذا هو الوجه الأحسن فيما دل عليه الكلام من أن حكمها في العمل كحكم أنْ ، و
" أنْ " تعمل مخففة واسمها ضمير الشأن المحذوف دائما .
ومنه قول
الشاعر* :
وصدر مشرق النحر كأن تدييه حقان
ويروى
" تدييه " و " تدياه " بروايتى النصب والرفع كما في البيت
السابق .
وعندما
تخفف " كأنَّ " يصح دخولها على الجمل بنوعيها اسمية كانت ، أم فعلية .
فمثال
الأول : كأن أسد أقبل نحونا . ومنه الشواهد السابقة ، وهي لا تحتاج إلى فاصل بينها
وبين الجملة الواقعة خبرا .
وإذا دخلت
على الجملة الفعلية وجب الفصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا ، ويكون الفصل إما
بـ " قد " ، أو بـ " لم "
*
لباغث بن صريم . وللمزيد انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية ج2 ص 397
.
*
الشاهد بلا نسبة في مصادره .
59 ـ مثال
الأول قول النابغة الذبياني :
أفد الترحل غير أن ركابنا لما نزل برحالنا وكأن قدِ
التقدير :
وكأن قد زالت ، فحذفت الجملة الواقعة خبرا لـ " كأن " بعد أ، فصل بينها
بـ " قد " .
ومنه قول
الآخر* :
لا يهولنك اصطلاء لظى الحر ب فمحذورها كأن قد ألما
107
ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { كأنْ لم يدعنا إلى ضر مسه }1 .
وقوله
تعالى : { كأن لم تغن بالأمس }2 .
وقوله
تعالى : { ولى مستكبرا كأن لم يسمعها }3 .
وقد فصل
بين " كأنْ " والجملة الواقعة خبرا لها لئلا يلتبس بينها وبين أن
المصدرية الداخلة عليها كاف التشبيه .
4 ـ
لكنَّ . إذا خففت نون " لكنَّ " وجب إهمالها ، وبطل عملها
بالإجماع ، إلا يونس ، والأخفش قالا بإعمالها .
وعند
تخفيفها يزول اختصاصها بالجمل الاسمية ، وتكون صالحة للدخول على الجمل بنوعيها
اسمية وفعلية .
وهي حينئذ
إما عاطفة كـ " بل " ، أو حرف ابتداء .
108
ـ نحو قوله تعالى : { لكنِ الله يشهد بما أنزل إليك }4 .
وقوله
تعالى : { لكنِ الظالمون اليوم في ضلال مبين }5 .
ومثال
دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى : { ولكنْ كانوا أنفسهم يظلمون }1 .
وعن
الكسائي أن المختار عند العرب تشديد النون إذا اقترنت " لكنِّ " بالواو .
نحو قوله
تعالى : { ولكنَّ الظالمين بآيات الله يجحدون }2 .
وتخفيفها
إذا لم تقترن بها .
نحو قوله
تعالى : { لكنِ الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا }3 .
وقوله
تعالى : { لكنِ الذين اتقوا ربهم }4 .
وعللوا ذلك
بأن المخففة تكون عاطفة كما ذكرنا سابقا ، فلا تحتاج إلى واو معها مثلها مثل
" بل " فإذا سبقتها الواو ، وهو قليل انتقل العطف إلى الواو ، وتكون
" لكن " ابتدائية مهملة لا عمل لها تفيد الاستدراك ليس غير .
تنبيهات
وفوائد
1
ـ ذكرنا أن " إنَّ " و " أنَّ " يفيدان التوكيد كما هو عند
جمهور النحاة ، غير أن بعضهم جعلها للتأكيد ، والتحقيق ، وبعضهم جعلها للثبات
والدوام {1} .
كما تفيد
" أنَّ " معنى الترجي فتكون بمعنى " لعل " .
نحو قوله
تعالى { وما يشعركم أنها إذا جاءت لايؤمنون }2 .
في قراءة
فتح الهمزة ، أي : لعلها إذا جاءت .
وقد نقل
لها هذا المعنى سيبويه عن الخليل ، ومنه قولهم : أأت السوق أنك تشتري لنا شيئا .
أي لعلك تشتري {3} .
2
ـ أورد النحاة لـ " كأن " معانيَ غير التشبيه ، فمنهم من جعلها للتحقيق
واستدل على ذلك
بقول عمر
بن أبي ربيعة * :
كأني حين أمي لا تكلمني ذو بغية يشتهي ما ليس موجودا
ومنهم من
قال إنها تفيد الشك ، فقالوا إن كان خبرها اسما جامدا كانت للتشبيه ، وإن كان
مشتقا كانت للشك بمنزلة " ظن " ، أما إذا كان خبرها فعلا .
نحو :
كأنَّ زيدا قام ، أو جملة اسمية . نحو : كأن خالدا أبوه قائم .
أو وصفا
مشتقا . نحو : كأن محمدا قائم . فهي للظن والحسبان .
كما ذكروا
أنها تكون للتقريب . نحو : كأن الشتاء مقبل .
والمعنى
على تقريب إقبال الشتاء ، وهو مذهب الكوفيين {4} .
3
ـ أورد النحاة لـ " لعل " معاني كثيرة غير التي ذكرناها آنفا منها :
3
ـ الكتاب جا ص462 ، والجنى الداني ص417 .
*
وفي اللسان ليزيد بن الحكم ، ويروى عجز البيت : متيم يشتهي ما ليس موجودا .
4
ـ الجنى الداني ص572 وما بعدها .
أ ـ تكون
للاستفهام . نحو قولك للرجل : لعلك شتمتني ؟ تريد هل تشتمني ؟ فيقول :
لا أو نعم
1 .
ب ـ وتكون
للشك بمنزلة " عسى " . نحو : لعل أخاك في المدرسة .
تريد : عسى
أخوك في المدرسة . ومنه قوله تعالى { لعلي أبلغ الأسباب }2 .
وتقدير
المعنى : عسى أبلغ الأسباب .
4
ـ إذا كانت " ما " الداخلة على " إنَّ " وأخواتها اسما موصولا
، نحو :
إن ما
تفعله مثمر . ومنه قوله تعالى : { إن ما تدعون لآت }3 .
وقوله
تعالى : { لا جرم إنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا }4 .
أو "
ما " المصدرية ، نحو : إن ما عملت مثمر . أي : إن عملك مثمر .
فإن عملها
يبقى قائما ، وتكتب " ما " مفصولة عنهن ، وإن وردت في بعض آيات القرآن
متصلة بهن .
5
ـ الغالب عند النحاة ، بل ما هو عليه الجمهور عدم جواز حذف اسم " إن "
وأخواتها إلا إذا كانت مخففة ، وكان المحذوف ضمير الشأن .
غير أن قلة
منهم أجازوا حذفه في غير حال التخفيف ، ولا يقتصر الحذف عندهم على الشعر ، بل سمع
في فصيح الكلام إذا دلت عليه القرينة ، وقلما كان المحذوف غير ضمير الشأن 5 .
وعليه يحمل
قول الرسول الكريم : " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " .
لا على زيادة " من " . خلافا للكسائي .
ومن الذين
قالوا بحذفه الخليل ، وأبو حيان ، واستشهدوا بقول الفرزدق :
فلو كنت ضبيَّا عرفت قرابتي ولكنَّ زنجيُّ عظيم المشافر
الشاهد
قوله : ولكن زنجي ، برفع زنجي على أنه خبر لكنَّ ، واسمها محذوف .
إلا أن البيت فيه تخريج غير ذلك ، فقدره سيبويه بقوله : ولكن زنجيا عظيم المشافر
لا يعرف قرابتي 1.
6
ـ يجوز زيادة الباء في خبر " أنَّ " إذا اشتملت الجملة فيما قبل "
أنَّ " على نفي .
نحو قوله
تعالى : { أوَ لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعْيَ بخلقهن بقادر
على أن يحيى الموتى }2 .
والتقدير
كأنه قيل : أو ليس الله بقادر ، فنزلت " أنَّ " منزلة ليس ، وليس إذا
سبقا النفي جاز اقتران خبرها بـ " الباء " الزائدة .
7
ـ إذا وقعت " أنْ " المخففة من الثقيلة بعد فعل يفيد العلم ، واليقين ،
لا يشك في أنها المخففة العاملة عمل " أنَّ " ، والمضارع بعدها مرفوع .
نحو قوله
تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }3 .
ولا يجوز
أن تكون " أنْ " الناصبة للفعل .
أما إذا
سبقها فعل يدل على الظن الراجح جاز فيها أن تكون مخففة تعمل عمل " أنَّ
" والمضارع بعدها مرفوع ، وجاز أن تكون المصدرية الناصبة والمضارع بعدها
منصوب ، ومنه في قراءة النصب قوله تعالى : { وحسبوا أن لا تكون فتنة }4 .
وقرئ برفع
" تكون " على اعتبار أن " أنْ " مخففة من الثقيلة .
والعلة في
نصب الفعل بعد " أن " إذا سبقها الظن أن " أن " المصدرية
الناصبة للفعل المضارع تستعمل في مقام الرجاء ، والطمع فيما بعدها ، فلا يناسبها
اليقين {5} .
8
ـ يجوز في الاسم المعطوف على اسم " إنَّ " وأخواتها الرفع ، والنصب ،
وهو مذهب أهل البصرة ، والخليل وسيبويه ، ومما ورد فيه الاسم مرفوعا قوله تعالى :
{
إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى }6 .
وقوله
تعالى : { يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله }1 .
وكان الرفع
عند سيبويه حملا على الابتداء في الآية الأولى .
أما في
الثانية فرفعت كلمة " رسوله " عطفا على الضمير المستتر في الخبر ، أو
على محل اسم " أن " ، أو هو مبتدأ حذف خبره ، والتقدير : ورسوله بريء ،
وهو أحسن الوجوه ؛ لأنه في الوجه الأول قد فصل بين المتعاطفين بفاصل وهو الجار
والمجرور ، وإن كان قد جرى مجرى التوكيد ، والثاني غير جائز عند المحققين أن نعطف
على المحل
ومثال ما
جاء منصوبا قوله تعالى : { ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده
سبعة أبحر }3 .
قرئت
" البحرُ " بالرفع والنصب ، فالرفع على الاستئناف بالواو ، أو رده على
محل اسم " إن " قبل دخولها عليه .
وحجة من
نصبه أنه عطفه على اسم إن .
ومنه قوله
تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين }4 .
بنصب
الصابئين عطفا على اسم إن .
وقال بعض
النحاة إنّ الرفع في الاسم المعطوف على اسم إنّ وأخواتها يكون أجود بعد " إنّ
، وأنّ ، ولكن " واستدلوا على ذلك بمجيء الاسم مرفوعا في قوله تعالى :
{
أن الله بريء من المشركين ورسوله }5 .
وأن النصب
بعد اسم وخبر " كأن ، ولعل ، وليت " أجود .
وقد ذكر
السيوطي أن العطف على اسم " إن " وأخواتها قبل الخبر لم يجز فيه إلا
النصب ، ثم عقب بقوله : وجوزوا الرفع 6 .
نماذج من الإعراب
85
ـ قال تعالى : { وإن ربك لذو مغفرة للناس }
وإن :
الواو حرف استئناف ، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .
ربك : رب
اسم إن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح
في محل جر
مضاف إليه .
لذو مغفرة
: اللام هي اللام المزحلقة ، ذو خبر إن مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ،
وذو مضاف ،
ومغفرة مضاف إليه مجرور بالكسرة .
للناس :
جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة من مغفرة .
50
ـ قال الشاعر : إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول
إن الذي :
إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم
إن .
سمك السماء
: سمك فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، السماء
مفعول به منصوب بالفتحة .
وجملة سمك
... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
بنى لنا :
بنى فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هو . لنا جار ومجرور متعلقان ببنى .
وجملة بنى
... إلخ في محل رفع خبر إن .
بيتا :
مفعول به منصوب بالفتحة .
دعائمه :
مبتدأ مرفوع بالضمة ، ودعائم مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أعز وأطول
: أغز خبر مرفوع بالضمة ، والواو حرف عطف ، وأطول معطوف على أعز . والجملة من
المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لبيت .
86
ـ قال تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }
طلعها :
طلع مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
كأنه : كأن
حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
رؤوس الشياطين
: رؤوس خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والشياطين مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وجملة كأنه
... إلخ في محل رفع خبر المبتدأ طلع .
51
ـ قال الشاعر : حُفزتْ وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها
حفزت : فعل
ماض مبني للمجهول ، مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ،
ونائب
الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى الضعن .
والجملة
الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
وزايلها :
الواو حرف عطف ، زايلها فعل ماض مبني على الفتح ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول
به
السراب :
فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
كأنها :
كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
أجزاع :
خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ،
بيشة :
مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث .
وجملة
كأنها ... إلخ في محل نصب حال من الضمير في زايلها .
أثلها :
بدل مرفوع من أجزاع بيشة ، وأثل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
ورضامها :
الواو حرف عطف ، رضام معطوف على أثل ، وهو مضاف ، والضمير المتصل برضام في محل جر
مضاف إليه .
87
ـ قال تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد }
ولو شاء :
الواو حرف استئناف ، لو حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع ، أي امتناع الجواب
لامتناع الشرط ، شاء فعل ماض مبني على الفتح ،
الله : لفظ
الجلالة فاعل مرفوع ، والمفعول به محذوف تقديره : عدم اقتتالهم .
ما اقتتلوا
: ما نافية لا عمل لها ، اقتتلوا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ،
والواو في محل رفع فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب لو .
وجملة شاء ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
ولكن :
الواو عاطفة ، وقيل استئنافية ، لكن حرف مشبه بالفعل .
الله : لفظ
الجلالة اسم لكن منصوب بالفتحة .
يفعل : فعل
مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ
الجلالة .
ما يريد :
ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، يريد فعل مضارع مرفوع ،
وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
وجملة يريد
... إلخ لا محل لها صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره : يريده .
وجملة يفعل
... إلخ في محل رفع خبر لكن ، وجملة لكن ... إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها
من الإعراب ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب أيضا .
88
ـ قال تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }
ويقول
الكافر : الواو عاطفة ، يقول فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والكافر فاعله .
يا ليتني :
يا حرف نداء ،والمنادى محذوف ، ويجوز أن يكون حرف تنبيه لعدم وجود المنادى ، ليتني
: ليت حرف تمني ونصب مشبه بالفعل من أخوات إن ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم
ضمير متصل في محل نصب اسم ليت .
كنت : كان
فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسم
كان .
ترابا :
خبر كان منصوب بالفتحة .
وجملة كنت
... إلخ في محل رفع خبر ليت .
وجملة يا
ليتني ... إلخ في محل نصب مقول القول .
89
ـ قال تعالى : { إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }
إنا : إن
حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والنا ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إن .
أنزلناه :
أنزل فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين ، ونا الفاعلين ضمير متصل مبني
على السكون في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به
.
وجملة
أنزلناه ... إلخ في محل رفع خبر إن .
قرآنا :
حال منصوبة بالفتحة من المفعول به ، وقد جاز مجيء الجامد حالا وهو غير مؤول
بالمشتق
؛ لأنه موصوف . ويجوز أن يكون " قرآنا " بدلا من الضمير الغائب في
أنزلناه .
عربيا :
صفة لقرآن منصوبة بالفتحة .
لعلكم :
لعل حرف ترجي ونصب مشبه بالفعل ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم
لعل ، والميم علامة الجمع .
تعقلون :
فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع
فاعل ، وجملة تعقلون في محل رفع خبر لعل .
وجملة إنا
أنزلناه ... إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
وجملة
لعلكم ... إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
52
ـ قال الشاعر : وكأنما نظرت بعيني شادن رشأ من الغزلان ليس بتوءم
وكأنما :
الواو حسب ما قبلها ، كأن حرف مشبه بافعل ، وما زائدة كافة .
نظرت : فعل
ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هي
بعيني :
جار ومجرور ، وعلامة الجر الياء ؛ لأن مثنى ، وحذفت النون للإضافة ، وشبه الجملة
متعلق بنظرت ، وعيني مضاف .
شادن :
مضاف إليه مجرور بالكسرة .
رشأ : صفة
لشادن مجرور بالكسرة .
من الغزلان
: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ثانية لشادن .
ليس : ليس
فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على شادن .
بتوءم :
الباء حرف جر زائد ، توءم اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس ، وعلامة نصبه الفتحة
المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . وجملة ليس بتوءم في
محل جر صفة ثالثة لشادن .
53
ـ قال الشاعر : قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أم نصفه فقدِ
قالت : قال
فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هي يعود على فتاة الحي .
ألا ليتما
: ألا حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ليتما : ليت حرف مشبه
بالفعل يفيد التمني ، وما زائدة ، وهو الوجه الأحسن ، ويجوز أن تكون كافة فتبطل
عمل ليت .
هذا : اسم
إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم ليت على الوجه الأول ، أو مبتدأ في محل رفع
على الوجه الثاني .
الحمام :
بدل من اسم الإشارة ، فهو إما منصوب ، وهو الأحسن ، أو مرفوع .
لنا : جار
ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ليت ، أو خبر المبتدأ .
إلى
حمامتنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ما اسم الإشارة ،
والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أو نصفه :
أو حرف عطف ، نصفه معطوف على اسم الإشارة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
فقد :
الفاء فاء الفصيحة العاطفة ، قد اسم بمعنى " كاف " مبني على الكسر في
محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، ويصح أن تكون " قد " اسم فعل مضارع بمعنى
يكفي .
والمبتدأ
وخبره في محل جزم جواب الشرط المحذوف ، والتقدير : إن حصل ذلك فهو كاف . وجملة ألا
ليتما ... إلخ في محل نصب مقول القول .
الشاهد
قوله : ألا ليتما هذا الهمام . فروي " الحمام " بالنصب لأنه بدل من
اسم ليت ، وبالرفع لأنه بدل من المبتدأ .
90
ـ قال تعالى : { إن الله غفور رحيم }
إن الله :
إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الله لفظ الجلالة اسم إن منصوب .
غفور : خبر
إن مرفوع بالضمة . نوعه مفرد .
رحيم : خبر
ثان مرفوع بالضمة . نوعه مفرد .
قال تعالى
: { إنكم متبعون }
إنكم : إن
حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
متبعون :
خبر إن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . نوعه مفرد .
91
ـ قال تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون
رحمة الله
} .
إن الذين :
حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها .
آمنوا :
فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعله
، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
والذين :
الواو حرف عطف ، الذين اسم موصول مبني على الفتح معطوف على ما قبله في محل نصب .
هاجروا
وجاهدوا : هاجروا فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ،
وجاهدوا : الواو حرف عطف ، جاهدوا معطوف على ما قبله .
في سبيل
الله : في سبيل جار ومجرور متعلقان بجاهدوا ، وسبيل مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه
مجرور .
أولئك :
اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
يرجون :
فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الستة ، وواو الجماعة ضمير متصل في
محل رفع فاعل ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ أولئك .
رحمة الله
: رحمة مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة
.
والجملة
الاسمية من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن . نوع الخبر جملة اسمية .
إرسال تعليق