ما هو اسم التفضيل: اسم
مشتق من الفعل على وزن " أفعل " للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة
معينة وزاد أحدهما على الآخر في تلك الصفة .
مثل : أكرم ، أحسن ،
أفضل ، أجمل .
تقول : علي أكرم من
محمد ، والعصير أفضل من القهوة .
ومنه قوله تعالى : {
إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا } 8 يوسف .
صوغ اسم التفضيل
يصاغ
اسم التفضيل بالشروط التي يصاغ بها أفعل التعجب وهي كالتالي :
1 ـ أن يكون الفعل
ثلاثياً ، مثل : كرم ، ضرب ، علم ، كفر ، سمع .
نحو : أخوك أعلم منك
.
ومنه قوله تعالى : {
هو أفصح مني لساناً } 34 القصص .
وقوله تعالى : { ذلك
أقسط عند الله وأقوم للشهادة } 282 البقرة .
2 ـ أن يكون تاماً
غير ناقص ، فلا يكون من أخوات كان أو كاد وما يقوم مقامهما .
3 ـ أن يكون مثبتاً
غير منفي ، فلا يكون مثل : ما علم ، ولا ينسى .
4 ـ أن يكون مبنياً
للمعلوم ، فلا يكون مبنياً للمجهول ، مثل : يُقال ، ويُعلم .
5 ـ أن يكون تام
التصرف غير جامد ، فلا يكون مثل :
عسى ، ونعم ، وبئس ،
وليس ، ونحوها .
6 ـ أن يكون قابلاً
للتفاوت ، بمعنى أن يصلح الفعل للمفاضلة بالزيادة أو النقصان ، فلا يكون مثل : ملت
، وغرق ، وعمي ، وفني ، وما في مقامها .
7 ـ ألا يكون الوصف
منه على وزن أفعل التي مؤنثها على وزن فعلاء ، مثل : عرج ، وعور ، وحول ، وحمر ،
فالوصف منها على وزن أفعل : أعرج ومؤنثه عرجاء ، وأعور ومؤنثه عوراء ، وأحول
ومؤنثه حولاء ، وأحمر ومؤنثه حمراء .
فإذا
استوفي الفعل الشروط السابقة صغنا اسم التفضيل منه على وزن " أفعل "
مباشرة .
نحو : أنت أصدق من
أخيك .
ومنه قوله تعالى : {
والفتنة أكبر من القتل } 217 البقرة .
وغيرها من الأمثلة
السابقة .
أما
إذا افتقد الفعل شرطاً من الشروط السابقة فلا يصاغ اسم التفضيل منه مباشرة ، وإنما
يتوصل إلى التفضيل منه بذكر مصدره الصريح مع اسم تفضيل مساعد .
مثل : أكثر ، وأكبر
، وأفضل ، وأجمل ، وأحسن ، وأشد ، وأولى ، ونظائرها ، ويعرب المصدر بعدها تمييزاً
.
نحو : المملكة أكثر
إنتاجاً للبترول من غيرها .
والطائف ألطف هواءً
من جدة .
والبلح أشد حمرةً من
التفاح .
ومنه قوله تعالى : {
والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً } 84 النساء .
حالات اسم التفضيل
لاسم التفضيل في الاستعمال أربع حالات هي :
أولاً : أن يكون
مجرداً من أل التعريف والإضافة ـ" نكرة " ـ وحينئذ يكون حكمه وجوب
الإفراد والتذكير ، ويذكر بعده المفضل عليه مجروراً بمن وقد يحذف ، ولا يطابق
المفضل .
مثل : محمد أكبر من
أخيه ، أو محمد أكبر سناً .
ومنه قوله تعالى : {
ولعذاب الآخرة أشد وأبقى } 127 طه .
هند أكبر من أختها .
ومنه قوله تعالى : {
وإثمهما أكبر من نفعهما } 219 البقرة .
البنتان أكبر من
أختيهما .
الأولاد أكبر من
إخوانهم .
ومنه قوله تعالى : {
هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً } 51 النساء .
البنات أكبر من
أخواتهن .
ومنه قوله تعالى : {
لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس } 57 غافر .
ثانياً : أن يكون
نكرة مضافاً إلى نكرة ، وحكمه وجوب الإفراد والتذكير ، ولا يطابق المفضل ، ومطابقة
المضاف إليه النكرة للمفضل .
مثل : الكتاب أفضل
صديق .
ومنه قوله تعالى : {
وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً } 54 الكهف .
القصة أفضل وسيلة
للتخفيف عن النفس .
وكقوله تعالى : {
وللآخرة أكبر درجات } 21 الإسراء .
الكتابان أفضل
صديقين .
القصتان أفضل قصتين
في المكتبة .
الكتب أفضل أصدقاء
للمرء .
المدرسات أفضل
معلمات في المدرسة .
ومنه قوله تعالى : {
ولا تكونوا أول كافر به } 41 البقرة .
وقوله تعالى : { ثم
رددناه أسفل سافلين } 5 التين .
ثالثاً : أن يكون
معرفاً بأل ، وحكمه وجوب مطابقته للمفضل ، ولا يذكر بعده المفضل عليه . مثل : محمد
هو الأصغر سناً .
ومنه قوله تعالى : {
يومَ الحج الأكبر } 3 التوبة .
الطالبة هي الصغرى
سناً .
كقوله تعالى : {
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } 238 البقرة .
الطالبان هما
الأصغران سناً .
ومنه قوله تعالى : {
من الذين استحق عليهم الأوليان } 107 المائدة .
الطالبتان هما
الصغريان سناً .
ومنه قوله تعالى : {
هل تربصون بنا إلا أحد الحسنيين } 52 التوبة .
الطلاب هم الأصاغر
سناً .
ومنه قوله تعالى : {
ولا تحزنوا وأنتم الأعلون } 139 آل عمران .
الطالبات هن
الصغريات سناً .
ومنه قوله تعالى : {
فأولئك لهم الدرجات العلى } 75 طه .
رابعاً : أن يكون
مضافاً إلى معرفة ، وحكمة جواز الإفراد والتذكير ، وامتناع مجيء مِن والمفضل عليه
بعده ، كما يجوز مطابقته لما قبله ، كالمعرف بأل .
مثل : محمد أفضل
الرجال .
ومنه قوله تعالى : {
فتبارك الله أحسن الخالقين } 14 المؤمنون .
فاطمة أفضل النساء ،
أو فاطمة فضلى النساء .
ومنه قوله تعالى : {
وقالت أولاهم لأخراهم } 39 الأعراف .
المحمدان أفضل
الطلاب ، أو المحمدان أفضلا الطلاب .
الفاطمتان أفضل
الطالبات ، أو الفاطمتان فضليا الطالبات .
المحمدون أفضل
الطلاب ، أو المحمدون أفاضل الطلاب .
ومنه قوله تعالى :{
وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها} 23 الأنعام .
الفاطمات أفضل
الطالبات ، أو الفاطمات فضليات الطالبات .
فوائـد وتنبيهات :
1 ـ لا يشتق
اسم التفضيل من الفعل المنفي ، ولا من الفعل المبني للمجهول ، لأن مصدرهما مؤول ،
والمصدر المؤول معرفة فلا يعرب تمييزاً .
وقد ورد اسم التفضيل
من الفعل المبني للمجهول مباشرة شذوذاً .
مثل : خالد أهزل من
علي ، وهذا القول أخصر من ذاك .
والطاووس أزهى من
البط ، وعدنا والعود أحمر .
وأفعال أسماء
التفضيل الواردة في الأمثلة السابقة هي : هُزل وزُهي وهما من الأفعال الملازمة
البناء للمجهول ، واختصر ويُحمد ، من الأفعال التي أخذ منها اسم التفضيل شذوذاً
لبنائها للمجهول .
2 ـ قد ترد صيغة
أفعل لغير معنى التفضيل ، فتضمن حينئذ معنى اسم الفاعل ، أو معنى الصفة المشبهة ،
ويشترط في التعرية عن معنى التفضيل ألا يكون اسم التفضيل معرفاً بأل أو مضافاً إلى
نكرة ، أو متلوا بمن الجارة ، ومثال مجيئه بمعنى اسم الفاعل ، قوله تعالى : { ربكم
أعلم بكم } والتقدير : عالم بكم .
ومعنى الصفة المشبهة
، كقوله تعالى : { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } والتقدير :
وهو هين عليه .
والمعنى في الآية
الأولى أنه لا مشارك لله في علمه ، وفي الآية الثانية لا تفاوت عند الله في
النشأتين : الإبداء والإعادة ، فليس لديه هين وأهون بل كل شيء هين عليه سبحانه
وتعالى .
3 ـ هناك ثلاثة
ألفاظ في " أفعل التفضيل " اشتهرت بحذف الهمزة من أولها ، وهي : خير ،
وشر ، وحب .
ومنه قوله تعالى : {
قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى } 260 البقرة .
وقوله تعالى : {
والآخرة خير وأبقى } 17 الأعلى .
وقوله تعالى : { قال
أنتم شرٌ مكاناً } 77 يوسف .
ونحو : ابنك حبٌّ من
الآخرين .
4 ـ قد يكون التفضيل
بين أمرين في صفتين مختلفتين ، مثل : السل أحلى من الخل .
والمعنى المراد أن
العسل في حلاوته يزيد على الخل في حموضته .
ونحو : الصيف أحر من
الشتاء .
إذا كان الفعل معتل
الوسط بالألف ترد هذه الألف إلى أصلها في التفضيل .
نحو : قال – أقول ،
وعام – أعوم ، وساد – أسود . أي أكثر سيادة .
وباع – أبيع ، وهام
– أهيم ، وسار – أسير . أي أكثر شيوعاً من غيره .
إرسال تعليق