أنواع لا
لـ "
لا " عدة أقسام : ـ
1 ـ "
لا " النافية . 2 ـ " لا " الناهية . 3 ـ " لا " الزائدة
.
" لا
" النافية : ـ
تنقسم
" لا " النافية إلى الأقسام التالية : ـ
أولا ـ
" لا " النافية للجنس
تعرفها :
حرف يعمل للدلالة على نفي الحكم عن جنس أسمها بغير احتمال ، لأكثر من معنى واحد .
وتعرف بـ
" لا " الاستغراقية ، لأن حكم النفي يستغرق جنس اسمها كله بغير
احتمال .
وتعرف بـ
" لا " التي للتبرئة ، لأنها تدل على تبرئة جنس اسمها كله من معنى
الخبر .
مثال : لا
محاباة في الدين . لا إله إلا الله . لا كافر ناج من النار . ـ ومنه قوله
تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له }
وقوله
تعالى : { لا غالب لكم اليوم من الناس } .
ومن التعرف
السابق يكون قد خرج من حيزها " لا " التي لنفي الوحدة العاملة عمل ليس ،
لأنها لا تنفي الحكم عن جميع أفراد اسمها .
نحو : لا
كرسيٌ في الفصل ، ولا قلمٌ في الحقيبة .
ومنه قوله
تعالى : { ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }3 .
وهذا يعني
أن في الفصل أكثر من كرسي ، وأن في الحقيبة أكثر من قلم .
غير أن
الحكم لم ينتف عن جميع أفراد الجنس الواحد ، لذلك كانت " لا " النافية
للوحدة تحتمل لأكثر من معنى ، وقد ورد عن بعض النحاة أن عمل " لا "
النافية للوحدة فيه شذوذ .
عمل
" لا " النافية للجنس : ـ
تعمل " لا " عمل " إن " وأخواتها ، فتنصب الاسم ويسمى اسمها ،
وترفع الخبر ويسمى خبرها ، كما في الأمثلة السابقة ،
ومنه قوله
تعالى : { لا مبدل لكلماته }وقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا أحد
أغير من الله " .
60 ـ ومنه
قول عمرو القنا : ـ لا قوم أكرم
منهم يوم قال لهم محرض الموت عن أنسابكم ذودوا
شروط
عملها : ـ
لعمل " لا " النافية للجنس عدة شروط هي : ـ
1 ـ أن
يكون حكم النفي بها شاملا جنس اسمها كله ، و أو تكون نافية أصلا .
نحو قوله تعالى
: { لا إكراه في الدين }وقوله تعالى : { فلا جناح عليهما } .
ومنه قول
عبد الله بن الحشرج : ـ رأيت الفتى يفنى
وتبقى فعاله ولا شيء خير في الحديث من الحمد
فإذا لم
يكن النفي مستغرقا لجميع أفراد جنس اسمها ، أو لم تكن نافية أصلا ، بطل عملها ،
وتكون حينئذ اسما بمعنى " غير " ، أو زائدة .
فمثال
مجيئها اسما بمعنى غير : عاقبت المهمل بلا رحمة .
والدليل
على اسميتها قبولها حرف الجر ، وحروف الجر لا تخل على الحروف الأخرى .
الإعراب
: عاقبت المهمل بلا رحمة .
عاقبت :
فعل وفاعل . المهمل : مفعول به .
بلا : جار
ومجرور ، ولا مضاف ، ورحمة مضاف إليه مجرور .
وتقدير
المعنى : بغير رحمة .
ومثال
الزائدة : قوله تعالى في مخاطبة إبليس : { ما منعك ألا تسجد }.
الإعراب
: { ما منعك ألا تسجد }.
ما :
استفهامية في محل رفع مبتدأ ، منعك : فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره
: أنت . والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر . ألا : أن حرف مصدري ونصب ، ولا زائدة صلة لتأكيد
معنى النفي .
تسجد : فعل
مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت
. والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف جر محذوف ، والتقدير : ما منعك من
السجود ، وشبه الجملة السابق متعلق بالفعل " منع " على اعتبار أنه مفعول
به ثان .
2 ـ أن
يقصد بنفيها التنصيص ، لا الاحتمال ، فإذا لم تفد في حكم نفيها عن الجنس التنصيص ،
أو الاستغراق ، كانت " لا " نافية للوحدة ، عاملة عمل " ليس "
كما بينا سابقا . نحو : لا لاعب في ارض الملعب .
110 ـ ومنه
قوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيعٌ فيه ولا خلة ولا شفاعة }2 .
3 ـ ألا
تتوسط بين عامل ومعموله ، بمعنى : ألا تكون مسبوقة بعامل قبلها يحتاج لمعمول بعدها
، كحرف الجر ، بل لابد أن يكون لها لصدارة في الكلام ، فإن وقعت غير ذلك بطل عملها
.
نحو : حضرت
إلى المدر بلا تأخير .
61 ـ ومنه
قول الشاعر : متاركة السفيه بلا
جواب أشد على السفيه من الجواب
الشاهد :
بلا جواب ، فقد توسطت " لا " بين حرف الجر ومجروره كلمة " جواب
".
4 ـ تنكير
اسمها وخبرها ، فإن لم يكونا نكرتين ، أهمل عملها ، وكررت ، وعندئذ لا تكون من
أخوات " إن " ، ولا تعمل عمل ليس ، وبعدها تكـون الجملة مبتدأ
وخبرا . نحو : لا الغني مرتاح ولا الفقير مرتاح .
111 ـ ومنه
قوله تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار }.
وقوله
تعالى : { ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم } .
ومنه قول
الشاعر : لا القوم قومي ولا الأعوان
أعواني إذا ونى يوم تحصيل العلا وانٍ
5 ـ عدم
الفصل بينها وبين اسمها ، فإذا فصل بينهما أهمل عملها ووجب تكرارها أيضا . نحو :
لا في الإهمال منفعة لأحد . لا فيها إنس ولا جن .ومنه قوله تعالى : { لا فيها غول
ولا هم عنها ينزفون }.
كما أنه لا
يجوز تقدم خبرها ، أو معموله على اسمها ، فإذا تقدم أحدهما أهمل عملها . نحو
: لا لفاشل نجاح في الحياة .
ومثال تقدم
معمول الخبر : لا وطنه مواطن ناسٍ ، ولا علمه عالم مهمل .
حكم اسم
" لا " النافية للجنس غير المكررة : ـ
ينقسم اسم
" لا " النافية للجنس إلى قسمين : ـ
1 ـ اسم
مفرد : وهو الاسم الذي لا يكون مضافا ، ولا شبيها بالمضاف ، ويكون مبنيا دائما في
محل نصب . نحو : لا خائن محبوب .ـ ومنه قوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو
}.
ونحو : لا
مهملين ناجحان . ولا مقصرين فائزون . ولا خائنات محبوبات .
فخائن :
اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، ومهملين : اسم لا مبني على الياء لأنه مثنى في
محل نصب ، ومقصرين اسم لا مبني على الياء لنه جمع مذكر سالم ، وخائنات اسم لا مبني
على الكسر لأنه جمع مؤنث سالم ، كما يجوز في جمع المؤنث السالم الواقع اسما لـ
" لا " أن يبنى على الفتح .
نحو : لا
مهملاتَ مشكورات .
2 ـ الاسم
المضاف : وهو ما أضيف لاسم بعده ، وحكمه : واجب النصب .
نحو : لا
طالب علم مذموم ، ولا طالبي علم مذمومان ، ولا طالبي علم مذمومون ، ولا طالبات علم
مذمومات .
ومنه : لا
ذا حلم متسرع .
فطالب أسم
لا منصوب بالفتحة ، وطالبي أسم لا منصوب بالياء لأنه مثنى ، وطالبي اسم لا
منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، وطالبات اسم لا منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث
سالم ، وذا اسم لا منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة .
3 ـ الشبيه
بالمضاف :وهو كل اسم تلاه اسم آخر يتمم معناه ، ويستفيد منه معنى الإضافة . حكمه :
واجب النصب .
نحو : لا
كريما خلقه مضام ، ولا طالعا جبلا موجود ، ولا طامعا في الجنة كافر .
فـ "
كريما ، وطالعا ، وطامعا " أسماء لا النافية للجنس منصوبة بالفتحة .
حكم الاسم
المعطوف على اسم " لا " النافية للجنس المفرد دون تكرارها : ـ
إذا عطف
اسم على أسم لا النافية للجنس المفرد دون أن تتكرر جاز في المعطوف وجهان : ـ
1 ـ الرفع
على المحل ، إذا كان المعطوف معرفة .
نحو : لا
صديق معك ومحمد .
فـ "
محمد " معطوف على محل " لا " واسمها ، ومحلهما الرفع بـ "
الابتداء " ، لذلك وجب رفع الاسم المعطوف .
2 ـ جواز
الرفع ، أو النصب ، إذا كان المعطوف نكرة .
نحو : لا
كاذب محبوب وخائنٌ .
فـ "
خائن " معطوف على محل لا واسمها ، ومحلهما الرفع على الابتداء لذا جاز الرفع
في الاسم المعطوف .
ونحو : لا
كاذب محبوبٌ وخائنا .
فـ "
خائنا " معطوف على محل اسم " لا " ، ومحل اسم لا هو النصب ، ومعطوف
المنصوب منصوب مثله .
62 ـ ومنه
قول الشاعر* : ـ فلا أب وابنا مثل مروان
وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
الشاهد
قوله : " وابنا " حيث جاء بالمعطوف منصوبا على محل اسم " لا "
ويجوز فيه الرفع على محل لا واسمها كما ذكرنا آنفا .
حكم
الاسم المعطوف بلا المكررة : ـ
يجوز في الاسم المعطوف بلا المكررة على اسم لا النافية للجنس ثلاثة أوجه من
الأعراب : ـ
1 ـ بناء
الاسمين : المعطوف ، والمعطوف عليه .نحو قوله تعالى : لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله
.
الإعراب
:
لا : حرف
نفي للجنس مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
حول : اسم
لا مبني على الفتح في محل نصب .
ولا قوة :
الواو حرف عطف ، لا نافية للجنس ، وقوة اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وجملة
" لا " الثانية واسمها وخبرها المحذوف معطوفة على ما قبلها .
2 ـ
بناء الأول ، ونصب الثاني على المحل .
نحو : لا
محاباةَ في الدين ولا مجاملةً .
الإعراب :
لا نافية
للجنس ، محاباة : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
في الدين :
جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .
ولا :
الواو حرف عطف . لا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي .
مجاملةً :
معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة .
3 ـ بناء
الأول ، ورفع الثاني على محل لا واسمها .
نحو : لا
طالبَ في المدرسة ولا مدرسٌ .
الإعراب
:
طالب : اسم
لا مبني على الفتح في محل نصب .
ولا :
الواو حرف عطف ، ولا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي .
مدرس :
معطوف على محل لا واسمه مرفوع ، لأن محل " لا " واسمها الرفع على
الابتداء ، وأجاز البعض أن " لا " المكررة عاملة عمل ليس لذلك رفع اسمها
.
كما يجوز
الرفع على الابتداء ، والخبر محذوف ، والتقدير : لا طالبَ موجود ، ولا مدرسٌ
موجودٌ .
أما إذا
جاز في " لا " الأولى أن تكون لنفي الوحدة عاملة عمل ليس جاز في الاسم
الواقع بعد " لا " المكررة وجهان :
1 ـ البناء
على الفتح .نحو : لا كراسٌ في الحقيبة ولا قلمَ .
الإعراب :
لا : نافية
عاملة عمل ليس . كراس : اسم لا مرفوع
بالضمة .
في الحقيبة
: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ليس .
ولا :
الواو حرف عطف ، ولا نافية للجنس عاملة عمل إن .
قلم : اسم
لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره موجود .
وجملة
" لا " واسمها ، وخبرها المحذوف معطوف على ما قبلها .
2 ـ الرفع
عطفا على اسم " لا " الأولى .
نحو : لا
رجلٌ في الدار ولا امرأةٌ .
الإعراب
:
لا نافية
عاملة عمل ليس .
رجل : اسم
لا مرفوع بالضمة .
في الدار :
جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لا .
ولا :
الواو حرف عطف ، لا زائدة لتوكيد النفي .
امرأة :
معطوف على اسم لا مرفوع مثله .
حكم نعت
اسم لا : ـ
أولا ـ إذا
كان اسم لا مفردا مبنيا ، وكان منعوته مفردا لا فاصل بينهما ، جاز في النعت ثلاثة
أوجه من الإعراب : ـ
1 ـ البناء
على الفتح .نحو : لا طالب كسلانَ محمودٌ .
الإعراب
:
طالب : اسم
لا مبني على الفتح في محل نصب .
كسلان :
صفة مبنية على الفتح لتركيب النعت مع المنعوت قبل دخول " لا " تركيب
خمسة عشر ، والعدد المركب يبنى على فتح الجزأين .وقيل أن فتحة الصفة ليست فتحة
بناء ، وإنما هي فتحة إعراب ، وحذف التنوين لمشاكلته الأول.
2 ـ النصب
على المحل . نحو : لا رجل كاذبا محبوب .
كاذبا :
صفة منصوبة باعتبار محل الموصوف " رجل " ومحله النصب بالفتحة لأنه اسم
لا .
3 ـ الرفع
على محل لا واسمها . نحو : لا رجلَ كريمٌ مذمومٌ .
الإعراب
:
كريم : صفة
مرفوعة بالضمة حملا على محل لا واسمها ، ومحل لا واسمها الرفع بالابتداء .
وقيل حملا
على محل الموصوف قبل دخول لا ، وهو الرفع على الابتداء أيضا {1} .
ثانيا ـ
أما إذا كان اسم " لا " المنعوت مضافا ، أو شبيها بالمضاف " معربا
" جاز في النعت
وجهان
: ـ
1 ـ النصب
. نحو : لا قائل حق صادقا مظلوم .
قائل حق :
قائل اسم لا منصوب ، وهو مضاف ، وحق مضاف إليه مجرور .
صادقا :
صفة لقائل منصوبة بالفتحة . 2 ـ الرفع
على محل لا واسمها . نحو : لا قائل حق صادقٌ مظلوم ٌ .
صادق : صفة
مرفوعة باعتبار محل لا واسمها ، لأن محلهما الرفع على الابتداء .
حذف
خبر لا : ـ
يجب حذف
خبر لا النافية للجنس كما هو الحال في خبر إن وأخواتها ، إذا دل عليه دليل ، وذلك
في جواب الاستفهام .
كأن نقول :
هل من طالب مهمل ؟ فنجيب : لا طالب .
حُذف الخبر
وجوبا ، والتقدير : لا طالب مهمل .
ومثال حذف
خبر لا النافية للجنس إذا كان شبه جملة : جارا ومجرورا : ـ
هل في
المنزل أحد ؟ نجيب : لا أحد ، والتقدير : لا أحد في المنزل .
ومنه قول
الشاعر : إذا كان إصلاحي لجسمي
واجبا فإصلاح نفسي لا محالة أوجب
الشاهد
قوله : لا محالة ، فحذف خبر لا ، والتقدير : لا محالة في ذلك .
ومثال شبه
الجملة : الظرف المكاني : ـ
قولهم : هل
عندك مال ؟ فتجيب : لا مال . والتقدير : لا مال عندي .
ويكثر حذف
خبر لا النافية للجنس بعد تركيب " لاسيما " .
نحو : أحب
قراءة الكتب ولاسيما كتب الأدب .
لا : نافية
للجنس ، وسي اسمها ، وخبرها محذوف وجوبا . تقديره : موجود .
كما يكثر
حذف خبر لا النافية للجنس قبل " إلاّ " الاستثنائية .
نحو قوله
تعالى : { لا إله إلا أنا فاتقون }1 .
وقوله
تعالى : { لا إله إلا هو إليه المصير }2 .
والتقدير :
لا غله موجود إلا أنا .
دخول همزة
الاستفهام على " لا " النافية للجنس : ـ
إذا دخلت
همزة الاستفهام على لا فلا يتأثر عملها فيما بعدها سواء أكان اسمها مفردا ، أم
مضافا ، أم شبيها بالمضاف ، وسواء أكان الاستفهام يفيد التوبيخ .
نحو : ألا
رجوعَ وقد شبت ؟ ونحو : ألا نجاحَ وقد رسبت ؟
ومنه قول
الشاعر : ألا ارعواءَ
لمن ولت شبيبته وآذنت بمشيب بعده هرم
ومثال
الاستفهام الذي يفيد النفي : ألا طالبَ متأخر ؟
ومنه
قول مجنون ليلى : ألا اصطبارَ لسلمى أم لها
جلد إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي
ومثال
الاستفهام الذي يفيد التمني : ألا ماءَ ماءً بارداً .
ولا يؤثر
الاستفهام الداخل على " لا " سواء أكانت مكررة ، أم غير مكررة ، وسواء
نعت اسمها ، أم لم ينعت .
فوائد
وتنبيهات : ـ
1 ـ يجوز
في الاسم المبدل من اسم لا النافية للجنس إذا كان نكرة : الرفع والنصب .
مثال الرفع
: لا أحدَ طالبٌ ومدرسٌ في المدرسة .
طالب : بدل
من محل لا واسمها مرفوع ، لأن بدل المرفوع مرفوع مثله ، ولا واسمها في محل رفع
بالابتداء .
ومثال
النصب : لا أحد طالباً ومدرساً في المدرسة .
طالبا :
بدل من أحد منصوب ، مراعاة للمحل ، لأن أحد في محل نصب اسم لا .
* أما
إذا كان البدل معرفة فلا يجوز فيه إلا الرفع .
نحو : لا
أحد محمدٌ وإبراهيمُ في المنزل .
محمد : بدل
من لا واسمها ، محلهما الرفع لأنهما في موضع المبتدأ .
2 ـ إذا
تأكد اسم لا النافية للجنس توكيدا لفظيا جاز فيه وجهان : ـ
أ ـ الرفع
. نحو : لا رجلَ رجلٌ في البيت .
رجل : اسم
لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب .
رجل "
الثانية " توكيد لفظي مرفوع مراعاة لمحل لا واسمها .
ب ـ النصب
. نحو : لا رجل رجلاً في البيت .
رجلا :
توكيد لفظي منصوب على محل اسم لا .
* فإذا
كان التوكيد معنويا فلا يجوز البتة ، لأن ألفاظ التوكيد المعنوي معارف ، واسم لا
نكرة ، ولا يجوز توكيد النكرة بالمعرفة .
3 ـ تأتي
" لا " استفتاحية لمجرد التنبيه ، فتدخل على الجمل الاسمية والفعلية على
حد سواء .
نحو قوله
تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }1 .
وقوله
تعالى : { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم}.
ومثال
دخولها على الجمل الفعلية : { ألا تحبون أن يغفر الله لكم } .وقوله تعالى : {
ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم } .
4 ـ يعلل
بناء اسم لا النافية للجنس على الفتح ، أو على ما ينصب به لتضمنه حرف الجر .
فعندما نقول : لا طالب في المدرسة .
هذا جواب
لسؤال محقق ، أو مقدر هو : هل من طالب في المدرسة ؟
فكان من
الضروري أن تشمل الإجابة حرف الجر .
فنقول : لا
من طالب في المدرسة .
ولكون
الجواب مطابقا للسؤال ، وقد جرى ذكر " من " في السؤال ، استغني عنها في
الجواب ، وبحذفها بني الاسم .
5 ـ إذا
فصل بين " لا " واسمها بفاصل ، أو جاء اسمها معرفة ، بطل عملها ، ووجب
تكرارها .
نحو قوله
تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها يُنزفون }4 .
ومثال
الاسم المعرفة قوله تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق
النهار }5 .
فإذ كان
الاسم معرفة مؤولا بنكرة ، فهي عاملة فيه {6} .
6 ـ اشترط
في عمل لا النافية للجنس أن يكون اسمها وخبرها نكرتين ، وعلة ذلك أنها تفيد النفي
العام ، وتتضمن معنى " من " ، والنكرة في سياق النفي لا تقتضي العموم ،
إلا إذا كانت معها " من " ظاهرة ، أو مقدرة .
ومن هنا
تكمن علة عدم عملها في المعرفة ، فالمعرفة لا يمكن تقدير " ن "
معها .
7 ـ يجوز
حذف اسم " لا " . فيقال : لا عليك ، أي : لا باس عليك ، وهو نادر .
8 ـ يجوز
في اسم لا النافية للجنس أن يكون معرفة مؤولة بنكرة ، كأن يكون اسم علم لم يُرد
منه مسمى معين محدد ، وإنما قصد منه كل من يشبه المسمى به في الصفات .
نحو قول
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وإذا هلك
قيصر فلا قيصر بعده " .
فالعلمان
كسرى ، وقيصر اللذان وردا في الحديث بعد " لا " لا يقصد بهما اسما علم
معين ، وغنما أريد بهما الشيوع ، فكأنه قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فلا ملك
بعدهما يسمى كسرى ، أو قيصر . ومنه قولهم : لا حاتم اليوم ، ولا
عنترة .
وتأويله :
لا جواد كحاتم ، ولا شجاع كعنترة .
فحاتم ،
وعنترة أمسيا علمين مشتهرين بصفات معينة تطلق على كل من اتصف بالمعنى الذي اشتهر
به هذان العلمان .
9 ـ إذا
بني اسم لا النافية للجنس ، كانت نصا في نفي العموم بشرط أن يكون اسمها واحدا .
نحو : لا رجل في المنزل .
فإن كان
اسمها مثنى ، أو مجموعا . نحو : لا رجلين في المنزل .
ولا معلمين
في المدرسة . أو : لا رجال في الحفل .
احتمل أن
تكون لنفي الجنس ، واحتمل أن تكون لنفي الوحدة ، فتعمل عمل ليس ، وسياق الكلام هو
الذي يحدد ذلك ، فنقول : لا رجلين في المنزل .
أو : لا
رجلان في المنزل بل رجلَ أو رجالَ . أو : بل رجلٌ أو رجالٌ .
10 ـ
قال أبو حيان في البحر المحيط في تفسير قوله تعالى :
{ ومن يعمل
من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه }1 .
إن النفي
بـ " لا " التي لنفي الجنس أبلغ من النفي بالفعل ، فقوله : فلا كفران
لسعيه أبلغ من قوله فلا يكفر بسعيه {2}.
11 ـ إذا
وقع بعد " لا " النافية للجنس مباشرة خبر ، أو حال ، أو نعت
أبطل عملها ، ووجب تكرارها .
مثال وقوع
الخبر بعد لا ، قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 .
113 ـ
ومثال الحال قوله تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء } .
114 ـ
ومثال وقوع النعت قوله تعالى : { إنها بقرة لا فارض ولا بكر } .
ومنه قوله
تعالى : { زيتونة لا شرقية ولا غربية } .
12 ـ من
التراكيب النحوية التي أكثر النحاة في تخريج إعرابها ، واختلفوا فيما بينهم حول
إعرابها قولهم : لا أبا لزيد ، ولا أخا لعمر ، ولا أبا لك .
ومنه قول
الشاعر : يا تيم تيم عدي لا أبا
لكم لا يُلقينّكم في سوءة عمر
وقد أجازوا
فيه ثلاثة أعاريب كالآتي : ـ
أ ـ لا
نافية للجنس ، وأبا اسمها منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة ، واللام
في لزيد ، أو لك ، أو لكم زائدة ، والكاف في محل جر بالإضافة ، واستدلوا على ذلك
بورود " أباك " بغير اللام كقول مسكين الدارمي :
وقد
مات شِماخ وقد مات مُزوّد وأي كريم لا أباك يُمتّع
وقول أبي
حية النميري : أبا الموت
الذي لا بد أني ملاق لا أباكِ تخوفيني
ب ـ أن
" أبا " اسم مبني على الفتح المقدر على اللف لمعاملته معاملة الاسم
المقصور ، وهي إحدى لهجات القبائل العربية ، واستدلوا عليها بقول أبي النجم
العجلي : إن أباها
وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها
والجار
والمجرور في " لا أبا لك " متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .
ج ـ أب :
اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والألف زائدة لإشباع الحركة ،
ولك ، أو
لكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ويحتمل أن يكون صفة ، والخبر
محذوف ، والوجه الأول أحسن . وهذا الرأي هو أرجح الآراء ، وأفصحها ،
وهو بناء " أب " على الفتح.
لاسيما
ذكرنا في
مواضع خبر " لا " النافية للجنس أنه يكثر حذفه بعد تركيب لاسيما .
نحو : أقدر
الأصدقاء ولاسيما الأصدقاء الأوفياء .ونحو : أحب الفاكهة ولاسيما فاكهة
ناضجة .
لا : نافية
للجنس تعمل عمل إن .
سي : اسم
لا منصوب بالفتحة ، وسي مضاف .
ما : اسم
موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، أو نكرة موصوفة في محل جر مضاف إليه
أيضا ، وقد تكون " ما " زائدة ، وخبر لا محذوف وجوبا تقديره :
موجود .
والجملة
الواقعة بعد " ما " الموصولة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وبعد
" ما " الموصوفة في محل جر صفة .
والاسم
الواقع بعد لاسيما إما أن يكون معرفة كما في المثال الأول ، أو نكرة كما في المثال
الثاني .
فإن كان
معرفة جاز فيه وجهان من الإعراب ، وأجاز بعضهم ثلاثة وجوه على النحو التالي : ــ
1 ـ الرفع
باعتباره خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هم الأصدقاء ، وما موصولة ، أو موصوفة .
2 ـ الجر
بالإضافة إلى " سي " وما زائدة .
أما الوجه
الثالث الذي أجازه بعض النحاة ، إذا كان الاسم الواقع بعد لاسيما معرفة هو :
النصب على
أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره : أحب ، أو أعني .
أو منصوب
على اعتبار " لاسيما " بمنزلة " إلا " الاستثنائية ، وما
زائدة ، وكلا الوجهين ضعيف عند أكثر النحاة .
وإن كان
الاسم الواقع بعد لاسيما نكرة .نحو : أحب القراءة ولاسيما قراءة
متأنية .
جاز
فيه ثلاثة أوجه إعرابية هي : ـ
1 ـ الرفع
على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هي قراءة .
و "
ما " إما موصولة ، وما بعدها صلة الموصول ، أو موصوفة وما بعدها في محل جر
صفة . وما في كلا الحالتين في محل جر بالإضافة .
2 ـ النصب
على التمييز ، وما زائدة .3 ـ الجر بالإضافة ، وما زائدة أيضا .
تنبيه :
1 ـ ذكر
صاحب شرح الكافية أن الواو الداخلة على لاسيما ، كما في قولهم :أقدر العلم
ولاسيما علما نافعا .
واو
اعتراضية ، إذ هي وما بعدها بتقدير جملة مستقلة .
2 ـ قال
الأندلسي لا ينتصب بعد لاسيما إلا نكرة ، ولا وجه لنصب المعرفة ، وهذا القول
مؤذن منه بجواز نصبه قياسا على أنه تمييز لأن " ما " بتقدير التنوين ،
كما في كم رجلا ، إذ لو كان بإضمار الفعل لاستوى المعرفة والنكرة {2} .
نماذج من الإعراب
ـ قال
تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له } .
من : اسم
شرط جازم في محل نصب مفعول به مقدم ليضلل .
يضلل : فعل
مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين .
الله : لفظ
الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
فلا :
الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا نافية للجنس .
هادى : اسم
لا مبني على الفتح في محل نصب .
له : جار
ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .
وجملة :
فلا هادي له في محل جزم جواب الشرط .
ـ
قال الشاعر :
لا قوم أكرم منهم يوم قال لهم محرض الموت عن أحسابكم
ذودوا
لا قوم :
لا نافية للجنس ، وقوم اسمها مبني على الفتح في محل نصب .
أكرم : خبر
لا مرفوع بالضمة .
منهم : جار
ومجرور متعلقان بـ " أكرم " .
يوم : ظرف
زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " قال " وهو مضاف .
قال : فعل
ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
لهم : جار
ومجرور متعلقان بـ " قال " .
محرض الموت
: محرض فاعل ، وهو مضاف ، والموت مضاف إليه مجرور .
وجملة قال
... إلخ في محل جر مضافة ليوم .
عن أحسابكم
: عن أحساب جار ومجرور متعلقان بـ " ذودوا " ، وأحساب مضاف ، والكاف
ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
ذودوا :
فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
وجملة
ذودوا ... إلخ في محل نصب مقول القول .
ـ قال
تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة } .
من قبل :
جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بـ " اتقوا " في أول الآية .
أن يأتي :
أن حرف مصدري ، ونصب ، يأتي فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه
الفتحة الظاهرة .
يوم : فاعل
مرفوع بالضمة .
والمصدر
المؤول من " أن والفعل " في محل جر بالإضافة لـ " قبل " .
لا بيع :
يجوز في " لا " أن تكون نافية للوحدة ، تعمل عمل ليس ، وبيع اسمها مرفوع
بالضمة ، ويجوز أن تكون " لا " نافية لا عمل لها ، وبيع مبتدأ ، وسبب
إهمالها التكرار . هذا على رواية الرفع .
فيه : جار
ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر على الوجه الأول ، أو متعلقان بمحذوف خبر
المبتدأ على الوجه الثاني .
ولا خُلة :
الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي ، خلة معطوف على بيع .
ولا شفاعة
: الواو عاطفة ، ولا زائدة لتوكيد النفي ، وشفاعة معطوف على بيع أيضا .
ويجوز أن
يكون خلة وشفاعة اسما لا المكررة ، وخبر كل من " لا " متعلق بمحذوف
تقديره : ولا خلة فيه ، ولا شفاعة فيه على الوجه الأول ، وعلى الوجه الثاني يكون
المتعلق في محل رفع خبر لخلة ، وفي محل رفع خبر لشفاعة .
ويجوز في
" لا " أن تكون نافية للجنس عاملة فيما بعدها ، وبيع اسمها مبني على
الفتح في محل نصب ، وفيه جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ولا خلة ،
ولا شفاعة معطوفان على بيع على اعتبار أن الواو عاطفة ، ولا زائدة لتوكيد النفقي ،
وخبر كل من " لا " متعلق بمحذوف في محل في محل رفع خبر لا تقديره : لا
خلة فيه ولا شفاعة فيه .
وعمل لا
النافية للجنس في هذه الآية محمول على عملها في قوله تعالى : { فلا رفث ولا فسوق
ولا جدال في الحج }1
مع ملاحظة
تقديم الجار والمجرور في الآية الأولى على لا المكررة ، وتأخيره في الآية الثانية
، ولا تأثير له على عمل لا النافية للجنس ، وإنما تأثيره يقع على وجوب إعراب الخبر
في الآية الثانية .
ـ قال
الشاعر : متاركة السفيه بلا جواب أشد على
السفيه من الجواب
متاركة :
مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
السفيه :
مضاف إليه مجرور بالكسرة .
بلا جواب :
الباء حرف جر ، ولا زائدة لا عمل لها ، وجواب اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان
بـ " متاركة " .
أشد : خبر
مرفوع بالضمة .
على السفيه
: جار ومجرور متعلقان بـ " أشد " .
من الجواب
: جار ومجرور متعلقان بـ " اشد " أيضا .
ـ قال
تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار } .
لا الشمس :
لا نافية لا عمل لها ، والشمس مبتدأ مرفوع بالضمة .
ينبغي :
فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل .
لها : جار
ومجرور متعلقان بـ ينبغي " .
أن تدرك :
أن حرف مصدري ونصب ، تدرك فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة
، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على الشمس ، والمصدر المؤول من
أن والفعل في محل رفع فاعل ينبغي .
وجملة
ينبغي وما في حيزها في محل رفع خبر المبتدأ .
وجملة لا
الشمس ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
القمر :
مفعول به منصوب بالفتحة .
ولا :
الواو حرف عطف ، ولا نافية لا عمل لها .
الليل :
مبتدأ مرفوع بالضمة .
سابق
النهار : سابق خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والنهار مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وجملة
الليل ... إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب .
ـ
قال تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو } .
شهد الله :
شهد فعل ماض مبني على الفتح ، والله لفظ الجلالة فاعل مرفوع .
والجملة
مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
أنه : أن
حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل اسمها .
لا إله :
لا نافية للجنس تعمل عمل إن ، إله اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف
تقديره : موجود .
إلا : حرف
حصر لا عمل له .
هو : فيه
وجوه من الإعراب هي : ـ
1 ـ بدل من
اسم " لا " قبل دخولها عليه ، ومحله الرفع على الابتداء ، وأقول قبل
دخول لا ، لأن محل اسمها بعد دخولها عليه النصب .
2 ـ بدل من
محل لا واسمها ، ومحلهما الرفع على الابتداء أيضا .
3 ـ بدل من
الضمير المستتر في الخبر المحذوف " موجود " ، وهذا أحسن الوجوه وأقواها
، والله أعلم . وجملة لا إله ... إلخ في محل رفع خبر إن .
وجملة أنه
لا ... إلخ في محل نصب مفعول به لشهد ، أو في محل نصب على حذف حرف الجر ، والجار
والمجرور متعلقان بشهد .
ـ قال
الشاعر : فلا أب وابنا مثل مروان
وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
فلا :
الفاء حسب ما قبلها ، لا نافية للجنس تعمل عمل إن .
أب : اسم
لا مبني على الفتح في محل نصب .
وابنا
: الواو حرف عطف / ابنا معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة .
مثل : خبر
لا مرفوع بالضمة ، ويجوز فيه أن يكون صفة مرفوعة على موضع الاسمين معا وهو
الابتداء ، أو منصوبة على محل لفظهما بعد دخول لا ، ومحلهما النصب لأنهما اسمها .
وعلى الوجه الأخير يكون خبر لا محذوف تقديره : موجود .
ومثل مضاف
ومروان مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون .
وابنه :
الواو عاطفة ، ابن معطوف على مروان مجرور مثله ، وابن مضاف ، والضمير المتصل في
محل جر مضاف إليه .
إذا : ظرف
لما يستقبل من الزمان مبني على السكون متعلق بالخبر المحذوف ، أو بمعنى المماثلة
في حال جعلها خبرا ، أو وصفا {1} ، أو بالفعل المحذوف {2 } .
هو : ضمير
منفصل في محل رفع فاعل بفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : إذا ارتدى .
بالمجد :
جار ومجرور متعلقان بـ " ارتدى " المحذوف ، والجملة من الفعل المحذوف ،
وفاعله في محل جر بإضافة إذا .
ارتدى :
فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على مروان
، وابنه . والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها .
فأزرا :
الواو عاطفة ، تأزرا فعل ماض مبني على الفتح ، والألف للإطلاق ، وفاعله ضمير مستتر
فيه جوازا تقديره : هو يعود على مروان ، وابنه .
والجملة معطوفة
على ما قبلها لا محل لها من الإعراب .
وقيل : إن
الضمير " هو " بعد " إذا " مبتدأ ، وبالمجد جار ومجرور
متعلقان بـ " ارتدى " الآتي ، وجملة ارتدى في محل رفع خبر المبتدأ {1} .
غير أن
إعراب الضمير ، أو الاسم بعد إذا فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده هو الوجه الأحسن
، وأجاز سيبويه وقوع الاسم بعد إذا مبتدأ إذا كان الخبر فعلا ، وأجاز الأخفش وقوع
المبتدأ بعدها بلا شرط ، وقال بذلك ابن مالك {2} ، والله أعلم .
بيان وجوه
الإعراب في قوله تعالى : { لا حول ولا قوة إلا بالله } .
ذكرنا بعضا
منها في حكم الاسم المعطوف بلا المكررة ، وفي هذا الموضع نفصل هذه الوجوه زيادة في
الفائدة : ـ
الوجه
الأول : بناء الاسمين ، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله .
لا : نافية
للجنس تعمل عمل إن .
حول : اسم
لا مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره : موجود .
ولا : الواو
حرف عطف ، لا نافية للجنس .
قوة : اسم
لا مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره : موجود .
وجملة لا
واسمها وخبرها المحذوف ، معطوفة على الجملة السابقة ، لا محل لها من الإعراب ، لأن
الجملة الأولى ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
إلا بالله
: إلا أداة حصر لا عمل لها ، بالله جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف .
الوجه
الثاني : بناء الأول ونصب الثاني . لا حولَ ولا قوةً إلا بالله .
حول : اسم
لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف .
ولا :
الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي .
قوة :
معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة .
الوجه
الثالث : بناء الأول ورفع الثاني . لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله .
حول : اسم
لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف .
ولا :
الواو عاطفة ، ولا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي .
قوة :
معطوف على محل لا واسمها مرفوع ، لأن محلهما الابتداء .
وأجازوا في
" قوة " الرفع على أنها اسم لا النافية للوحدة العاملة عمل ليس ،
باعتبار أن " لا " إذا تكررت تعمل عمل ليس ، ويجوز فيه الرفع على
الابتداء باعتبار أن " لا " المكررة لا عمل لها ، وقد أشرنا إلى
ذلك في موضعه وأعدناه للتذكير به .
الوجه
الرابع : رفع الأول وبناء الثاني . لا حولٌ ولا قوةَ إلا بالله .
لا : نافية
تعمل عمل ليس ، ترفع المبتدأ وتنصب الخبر .
حول : اسم
لا مرفوع بالضمة ، وخبرها محذوف في محل نصب تقديره : موجود .
ولا :
الواو عاطفة ، ولا نافية للجنس تعمل عمل إن .
قوة : اسم
لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره : موجود .
وجملة لا
الثانية معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب ، لأن الأولى ابتدائية لا محل
لها من الإعراب .
الوجه
الخامس : الرفع في الاسمين . لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله .
حول : اسم
لا النافية للوحدة العاملة عمل ليس ، مرفوع بالضمة .
ولا :
الواو عاطفة ، ولا زائدة لا عملها لها لتوكيد النفي .
قوة :
معطوف على حول مرفوع مثله .
قال تعالى
: { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء } .
مذبذبين :
حال من واو الجماعة في قوله تعالى " يذكرون {1} ، وقيل : في يراؤون "
{2} ، وجاز نصبه على الذم بفعل محذوف ، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ،
والوجه الأول أحسن ، لأن " مذبذبين " وصف مشتق اسم مفعول ،
فنصبه على الحالية أولى .
بين ذلك :
بين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بمذبذبين ، وبين مضاف ،
وذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، واللام للبعد ،
والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
لا : نافية
لا عمل لها .
إلى هؤلاء
: إلى حرف جر ، والهاء حرف تنبيه ، أولاء اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر ،
وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من الضمير المستتر في مذبذبين ، والتقدير
: لا منسوبين إلى هؤلاء ، ولا إلى هؤلاء .
ولا إلى
هؤلاء : الواو عاطفة ، وما بعدها معطوف على ما قبلها .
114 ـ قال
تعالى : { إنها بقرة لا فارض ولا بكر } .
إنها : إن
حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل اسمها في محل نصب .
بقرة : خبر
إن مرفوع ، والجملة في محل نصب مقول القول للفعل " يقول " .
لا فارض :
لا نافية لا عمل لها ، فارض صفة لبقرة مرفوعة بالضمة .
ولا بكر :
الواو عاطفة ، ولا نافية لا عمل لها ، بكر صفة لبقرة أيضا .
وكلا
الصفتين منفيتين .
وأجازوا أن
تكون فارض ، وبكر خبرين لمبتدأين محذوفين . والتقدير : لا هي فارض ، ولا هي بكر ،
وكلا الجملتين في محل رفع صفة لبقرة .
إرسال تعليق