العاب سيارات
الرئيسية » » الفصل الرابع ما يعمل عمل ليس

الفصل الرابع ما يعمل عمل ليس

ما يعمل عمل ليس من الحروف
أولا : ما النافية : تنقسم " ما " النافية إلى قسمين : ـ
1 ـ ما النافية التي لا عمل لها ، ودخولها على الجملة لا يؤثر فيها ، وتعرف بالتميمية ، وسبب عدم عملها ؛ أنها أهملت إهمال ليس عند الكوفيين ، ولا يختص دخولها على الأسماء ، وإنما تدخل على الأسماء والأفعال على حد سواء ، لذلك أهملها التميميون .
مثال دخولها على الأسماء : ما أخوك قائم ، وما عمرو مسافر . فأخوك مبتدأ ، وقائم خبره .
ولم يرد ذكرها في القرآن الكريم مع الأسماء . وقد كثر ذكرها مع الأفعال الماضية والمضارعة .
مثال دخولها على الأفعال الماضية ـ قوله تعالى : { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين }. وقوله تعالى : { ما اتبعوا قبلتك }   وقوله تعالى : { وما كان من المشركين }.
ومثال دخولها على الأفعال المضارعة قوله تعالى : { وما يعلمنا من أحد } .
وقوله تعالى : { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج } .وقوله تعالى : { ما يأكلون في بطونهم إلا النار } .
2 ـ ما النافية العاملة ، والتي يختص دخولها بالأسماء ، وتعمل عمل ليس ؛ لأنها
تشبهها في نفي الحال عند الجمهور وتعرف بالحجازية .
68 ـ نحو قوله تعالى : { ما هذا بشر } . وقوله تعالى : { ما هن أمهاتهم } .
شروط عملها :تعمل ما النافية بشروط هي : ـ
1 ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . إذ لا يصح أن نقول : ما مسافرا محمد .
2 ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها . فلا يصح أن نقول : ما عمله محمد مشكورا ، وما يوم الجمعة محمد قادما ، وما عند السفر عليّ منتظرا .
3 ـ الا تقترن بـ " إن " الزائدة . فلا يجوز أن نقول : ما إن محمد مسافرا .
4 ـ ألا ينتقض النفي بإلا ، فإذا انتقض بطل عمل " ما " .  نحو قوله تعالى : { وما محمد إلا رسول } .
وقوله تعالى : { ما أنتم إلا بشر مثلنا }4 . فـ " محمد " مبتدأ ، و " رسول " خبر .
5 ـ ألا تتكرر . ومن الأمثلة التي استوفت فيها " ما " الشروط السابقة قولهم :
ما رجلٌ أكرمَ من حاتم ، وما محمد أشجعَ من علي . ومنه قوله تعالى : { ما منكم من أحد عنا حاجزين } .
33 ـ ومنه قول الشاعر :       ما الحسن في وجه الفتى شرفا له     إذا لم يكن في فعله والخلائق
وقول الآخر :      أبناؤها  متكنفون أباهم      حنقوا الصدور وما هم أولادها
الشاهد في الآية قوله تعالى : { من أحد عنه حاجزين } من : حرف جر زائد ، وأحد : اسم ما في محل رفع ، وحاجزين : خبرها منصوب .
والشاهد في البيتين : " ما الحسن شرفا " ، و " وما هم أولادها " . فـ " الحسن " في الشاهد
الأول ، والضمير المنفصل " هم " في الشاهد الثاني كل منهما وقع اسما لما النافية العاملة مرفوعا
بها ، و" شرفا " ، و " أولادها " خبراها منصوبان بها .
تنبيهات وفوائد :
1 ـ يكثر اتصال خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس بالباء الزائدة . كقوله تعالى : { وما ربك بظلام للعبيد }. وقوله تعالى : { وما هم بمؤمنين } .وقوله تعالى : { وما صاحبكم بمجنون }.
ـ ومنه قول امرئ القيس :       ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي     بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ
الشاهد في البيت " بأمثل " فالباء زائدة ، وأمثل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحرمة حرف الجر الزائد .
2 ـ ذكرنا سابقا أنه يمتنع تقديم خبر " ما " العاملة على اسمها إذا كان الخبر اسما ظاهرا ، غير أنه يجوز التقديم إذا كان الخبر شبه جملة .
ـ كقول عبد الله بن كعب الحميري :      وما لي شيء منكما غير أنني     أمني الصدى ظليكما فأطيل
الشاهد : وما لي شيء ، حيث قدم خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس على اسمها
" شيء " ، وفيه خلاف بين النحاة ، فمنهم من أبطل عملها ، وجعل " لي " في محل رفع خبر مقدم ، و " شيء " مبتدأ مؤخر .
3 ــ من شروط عمل ما عدم زيادة " إن " بعدها ، غير أنه يجوز زيادة غيرها من الأحرف كم الجارة . ـ  نحو قوله تعالى : { فما منكم من أحد عنه حاجزين } . 
ومنه قول الشاعر :       لا ينسينك الأسى تأسيا فما       من حِمام أحدٌ معتصما
الشاهد في الآية قوله تعالى : فما منكم من أحد ، حيث جيء بـ " من " الجارة بعد " ما " . 
والشاهد في البيت قول الشاعر : ما من حمام ، حيث قدم معمول الخبر " معتصما " وهو الشبه الجملة الجار والمجرور على اسمها ، وجاءت من الجارة بعد " ما " العاملة .
4 ـ إذا وقعت " بل ولكن " بعد " ما " النافية العاملة ، وجب رفع ما بعدها على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، باعتبار بل ولكن ابتدائيتين ، وليستا عاطفتين ؛ لأن " ما " لا تعمل في الموجب ، وإنما تعمل في المنفي . نحو : ما محمد مسافرا بل مقيم ،وما زيد مهملا لكن مجتهد .
وعلة عدم إعمالها بعد بل ولكن أن " ما " تقتضي العمل في المنفي ، و " بل ولكن " في هذه الحالة يقتضيان الإيجاب .
فإذا عطف على معمولي " ما " بحرف يقتضي النفي ، ولا يقتضي الإيجاب  كـ " الواو " مثلا جاز النصب . نحو : ما سعيد كسولا ولا مهملا .
وجاز الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف . نحو : ما سعيد كسولا ولا مهملٌ.
ثانيا ـ " لا " النافية ، وهي إما عاملة ، أو غير عاملة .
1 ـ " لا " النافية العاملة عمل ليس ، وتعرف بلا الحجازية أيضا ، وهي لنفي الوحدة ، وتعمل بالشروط الآتية ، وإن كان عملها عمل " ليس " على قلة .
أ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين . نحو : لا رجل مسافرا .
ب ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . فلا يجوز أن نقول : لا رجلا مسافر .
ج ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها إلا إذا كان شبه جملة .
نحو : لا في الدار أحد موجودا .
د ـ ألا يكون خبرها محصورا بإلا ، فلا تقول : لا طالب إلا متفوقا .
هـ ـ ألا تتكرر ، لأن نفي النفي إثبات ، وهي لا تعما إلا في النفي .
ومما سبق نجد أن الشروط المتوفرة في عمل " ما " هي نفس الشروط المطلوبة في عمل " لا " ،
ما عدا شرط عدم زيادة " إن " فإنها لا تزاد بعد " لا " أصلا .
ومن الأمثلة التي استوفيت فيها الشروط قولنا : لا رجلٌ أفضلَ من رجل .
36 ـ ومنه قول الشاعر :         تعز فلا شيء على الأرض باقيا    ولا وزر مما قضى الله واقيا
الشاهد : فلا شيء باقيا . لا : نافية تعمل عمل ليس ، وشيء : اسمها مرفوع ، وباقيا :
خبرها منصوب .
ومنه قول الآخر* :          إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى     فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
ومنه قول المتنبي :         نصرتك إذ لا صاحبٌ غيرَ خاذل     فبؤت حصنا بالكماة حصينا
ـ والغالب في خبرها الحذف كقول سعيد بن مالك :       من صد عن نيرانها    فأنا ابن قيس لا براح
الشاهد : لا براح ، فلا نافية عاملة عمل ليس ، وبراح اسمها مرفوع ، وخبرها محذوف تقديره :
لا براح لي .
2 ـ " لا " النافية غير العاملة ، وهي لا تختص بالدخول على الأسماء ، وإنما تدخل على الأسماء ،والأفعال ، كما هو الحال في " ما " غير العاملة .
فإذا دخلت على الأسماء بقيت الجملة بعدها مبتدأ وخبرا .
71 ـ نحو قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون } .
وقوله تعالى : { لا بيع فيه ولا خلال } .وقوله تعالى : { لا الشمس ينبغي ان تدرك القمر } .
ويشترط فيها التكرار إذا وليها نعت . نحو قوله تعالى : { زيتونة لا شرقية ولا غربية }3 .
ـ وقوله تعالى : { لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث }4 .
ومثال دخولها على الأفعال قوله تعالى : { فلا صدق ولا صلى } .وقوله تعالى { لا يعزب عنه مثقال ذرة } .
وقوله تعالى : { فلا أقسم بمواقع النجوم } .
فوائد وتنبيهات
1 ـ تعمل " لا " عمل ليس بقلة وندرة كما ذكرنا آنفا ، ولم يرد عملها في القرآن ، ولم يسمع إلا في الشعر كم مثلنا سابقا في موضعه .
ـ وقد يكون منه قول الراعي النميري ، ـ والغالب ألا يكون ـ وسنوضحه في الإعراب :
         وما صرمتك حتى قلت معلنة    لا ناقة لي في هذا ولا جمل
وذلك إذا جعلنا " ناقة " اسما لـ " لا " ، و " لي " متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لها .
أما قوله تعالى : { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }.
فالاختيار عند النحويين الرفع والتنوين على الابتداء  .
و " عليهم " متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ " خوف " ، و " لا " لا عمل لها ، وعلتهم في ذلك قوله تعالى : ولا هم يحزنون ، أن ما بعد " لا " معرفة ،
و " لا " لا تعمل إلا في النكرة ، فحملوا الأول على الثاني .
أي حملوا قوله تعالى : لا خوف عليهم ، على قوله تعالى : ولا هم يحزنون .
وبعضهم أجاز أن تكون " لا " عاملة عمل ليس ، وجعل " خوف " اسمها وشبه الجملة في محل نصب خبرها ، وعلة من أجاز ذلك أنه لا يشترط في عملها أن يكون اسمها وخبره نكرتين ، فقد ذكر ابن جني أنه لا يشترط في عملها هذا الشرط . فقد يأتي اسمها معرفة ، وخبرها نكرة ، واستشهد على ذلك بقول النابغة الجعدي :
     وحلت سواد القلب لا أنا باغيا     سواها ولا عن حبها متراخيا
ومنه قول المتنبي :     إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى    فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
وعلى ذلك حملت الآية السابقة : ولا هم يحزنون .
والشاهد في بيتي الجعدى والمتنبي : ولا أنا باغيا ، و : فلا الحمد مكسوبا .
حيث عملت " لا " عمل ليس ، واسمها ضمير ، والضمير أعرف المعارف ، وكذلك كلمة " الحمد " فهي معرفة بأل . و" باغيا ومكسوبا " خبران لها منصوبان .
وقد يرجع السبب في ندرة عمل " لا " عمل " ليس " بأن شبه " لا " بليس ضعيف ؛ لأن " لا " للنفي مطلقا ، و " ليس " لنفي الحال ليس غير .
2 ـ يجوز في " لا " التي لنفي الوحدة أن تكون لنفي الجنس إذا أريد بها نفي الجميع نفيا عاما ، ولا يستثنى من أفراد جنسها أحد .
ونفرق بين النوعين من " لا " بالقرينة الدالة على إحداها .
فإذ قلنا لا رجلٌ مسافراً . برفع المبتدأ ، ونصب الخبر كانت " لا " لنفي الوحدة ، والتفي في هذه الحالة ليس عاما ، فهو لم يستغرق جميع أفراد جنسها ، بل يكون واحدا أو أكثر ، وكأننا قلنا : ليس رجلٌ مسافراً ، بل رجلان أم ثلاثة .
وإذا قلنا : لا رجلَ مسافرٌ ولا امرأةً . بنصب المبتدأ ورفع الخبر كان النفي مستغرقا جميع أفراد الجنس المنفي ، وفي هذه الحالة يكون التركيب خاطئا . إذ لا يصح أن نقول : لا رجلَ مسافر ولا امرأة ، بل رجلان ؛ لأن المنفي وقع على الجميع ، فلا يستثني منهم أحد .
وقد قرئ قوله تعالى : { لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة }1 .
بالرفع والنصب على الحالتين باعتبار أن " لا " تكون لنفي الوحدة ، وتكون لنفي الجنس إذا وجدت القرينة .
3 ــ ويجوز في " لا " النافية للوحدة أن تهمل وما بعدها يعرب مبتدأ وخبرا ، وفي هذه الحالة يستوجب فيها التكرار .
نحو قوله تعالى : { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }وقوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون } .
4 ـ لا يتغير عمل " لا " التي للوحدة إذا دخل عليها همزة الاستفهام .
نقول : ألا رجل محسنا إلى للفقير ، ألا طالب فائزا في المسابقة .
5 ـ يجوز اتصال خبرها بـ " الباء " الزائدة كقول سودة بن قارب :
         وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة      بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
الشاهد : بمغن ، فقد زيد الباء قبل خبر لا .
6 ـ ينبغي أن نلاحظ أن معظم الشواهد التي عملت فيها " لا " عمل " ليس " افتقد فيها شرط التكرار كما هو الحال في الأبيات رقم : أ ، ب ، ج ، د .
ثالثا ـ لات .
  هي " لا " النافية زيدت عليها تاء لتأنيث اللفظ ، الغرض من زيادتها المبالغة .
وتعمل " لا " عمل " ليس " في بعض المواضع ، ولم تتمكن تمكنها ، ولم تستعمل إلا ومضمر فيها ؛ لأنها كـ " ليس " في المخاطبة ، والإخبار عن الغائب .
ويشترط في عملها الشروط الآتية : ـ
1 ـ أن يكون اسمها وخبرها بلفظ " الحين " .
2 ـ أن يحذف اسمها ، أو خبرها ، والغالب حذف اسمها .
ـ نحو قوله تعالى : { ولات حين مناص } .والتقير : ولات الحينُ حينَ مناص . أي : ليس الحين حين مهرب .
39 ـ ومنه قول قول الشاعر* :       ندم الغاة ولات ساعة مندم     والبغي مرتع مبتغيه وخيم
الشاهد : ولات ساعة . فقد عملت ساعة في الخبر ؛ لأنه ظرف زمان ، ولكنه ليس بلفظ الحين .* لرجل من طي ، ويقال لمحمد بن عيسى بن طلحة ، أو مهلل بن مالك الكناني .
ومنه قول الأعشى :       لات هنَّا ذكرى جبيرة أو من     جاء منها بطائف الأهوال
الشاهد : لات هنَّا . وهنَّا ظرف زمان بمعنى " الحين " ، وقد عملت فيه لات النصب خبرا لها .
تنبيهات وفوائد
1 ـ لقد وردي بعض ألفاظ الزمان غير لفظة " حين " بعد " لا " ، ولكنها جاءت مجرورة ، وهذا شاذ في كلام العرب ، لأن ما عليه جمهور النحاة أن تعمل لات عمل ليس فترفع الاسم ، وهو في الغالب ما يكون محذوفا ، وتنصب الخبر ويكون أيضا من ألفاظ الزمان . فما سمع عنهم مجرورا من ألفاظ الزمان بعد " لا " كان الجر بحرف الجر " من " المضمر ، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان {1} .
وقال البعض إن الجر بـ " لات " لغة من لغات الغرب ، وإن كان ذلك لم يذكره النحاة كما ذكروا الحروف التي جر بها العرب لغة ، وهي : لعل ، ومتى ، ولولا وغيرها .
ومن الشواهد على مجيء اسم الزمان مجرورا بعد لات ، 40 ـ قول المنذر بن حرملة * :
       طلبوا صلحنا ولات أوان    فأجبنا أن ليس حين بقاء
الشاهد : ولات أوان . بجر أوان وتنوينها ، أي : ليس الجر جر بناء .
فإذا كان الكسر كسر بناء فلا شاهد في البيت .
ومنه ـ ولكن ليس بلفظ الزمان ـ قول المتنبي :      لقد تصبرت حتى لات مصطبرٍ     ولآن أقحم حتى لات مقتحم
الشاهد : لات مصطبرٍ ، ولات مقتحمِ . حيث جر الشاعر اللفظين بعد لات .
والجر كما ذكرنا : إما على إضمار حرف الجر " من " ، وهو الوحه الحسن ، أو على لغة بعض القبائل .
2 ـ وإذا دخلت " لات " في بعض الأحايين على ألفاظ غير زمانية أهمل عملها ، ورفعت تلك الألفاظ إما على الابتداء ، أو الفاعلية .
كقول شمردل الليثي :
        لهفي عليك للهفة من خائف    يبغي جَوَارك حين لات مجيرُ
الشاهد : لات مجير . برفع مجير ؛ لأنها لفظة غير زمانية جاءت بعد لات ، مما أبطل عملها ورفع ما بعدها على الوجهين اللذين ثم ذكرهما .
والتقدير : لات له مجير ، أو لات يحصل مجير .
3 ــ لقد التزم النحاة حذف اسم لات ؛ لأن التاء فيها صارت كالفاصل بينها وبين جملتها ، فلم تقو على العمل في معمولين ، ومن ثم أوجبوا أن يكون معمولها بلفظ واحد هو " لفظ الزمان " ليدل بالثابت منها على المحذوف 
4 ـ يرى بعض النحاة إهمال لات مطلقا ، وإذا وجد الاسم بعدها منصوبا فهو مفعول به لفعل محذوف تقديره : لات أرى حين مناص ، وإذا وجد مرفوعا فهو مبتدا وخبره محذوف ، والتقدير : لات حينُ مناص كائن لهم . والله أعلم .
رابعا ـ إن :حرف نفي يعمل عمل ليس بقلة وندرة ، ولا يشترط في اسمها وخبرها أن يكونا نكرتين . نحو : إن معلمٌ حاضراً 
بل جاز في اسمها التعريف ، وفي خبرها التنكير . نحو : أن محمدٌ قائماً .
وتعمل " إن " بشرط حفظ النفي والترتيب ، 74 ـ نحو : إن أحدٌ خيراً من أحد .
وحفظ النفي لا يكون إلا بعدم انتقاض خبرها بإلا ، فإن انتقض أهملت .
ـ نحو قوله تعالى : { إن هذا إلا ملك كريم } .وقوله تعالى : { إن هذا إلا أساطير الأولين } .
وأما حفظ الترتيب ألا تقدم خبرها ، أو معموله على اسمها . فلا يصح أن نقول : إن موجودا أخوك ، ولا : إن عمله خالد مشكورا .
فوائد وتنبيهات
1 ـ ذكر النحويون أن " إن " تعمل عمل ليس بقلة وندرة ، بل أن جمهور النحاة على عدم إعمالها إلا القليل منهم ، وهي بذلك تكون للنفي فقط ، وتدخل على الجمل الاسمية ، والفعلية مثلها مثل " ما " الميمية .
نحو : إن محمد ٌ مجتهدٌ . برفع المبتدأ ، والخبر . ومنه قوله تعالى : { إن أنت إلا نذير } .وقوله تعالى : { إن نحن إلا بشر مثلكم }وقوله تعالى : { إن في صدورهم إلا كبر }.
والموجب لإبطال عملها في هذه الآيات ، وما شابهها هو انتقاض نفيها بإلا .
ومثال دخولها على الجمل الفعلية ، ـ قوله تعالى : { إن أردنا إلا الحسنى } .وقوله تعالى : { إن يقولون إلا كذبا}

2 ـ وكما ينتقض نفي " إن " النافية غير العاملة بحصر خبرها بـ " إلا "ينتقض أيضا بـ " لمَّا " المشددة . نحو قوله تعالى : { وإن كل نفس لمَّا عليها حافظ }وقوله تعالى : { وإن كل لمَّا جميع لدينا محضرون } .
غير أنه ورد النفي بها مع إهمالها دون نقض الخبر بـ " إلا " ، أو " لمَّا .
نحو قوله تعالى : إن عندكم من سلطان } .وقوله تعالى : { وإن أدري أقريب أم بعيد } .
فـ " إن " في الآيتين غير عاملة مع أنها دخلت في الآية الأولى على الجملة   الاسمية . 

نماذج من الإعراب

67 ـ قال تعالى : { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين } .
فما ربحت : الفاء حرف عطف مع التعقيب ، ما نافية لا عمل لها ، ربحت فعل ماض مبني على
الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة .
تجارتهم : تجارة فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة : ربحت .. إلخ معطوفة على ما قبلها .
وما كانوا : الواو عاطفة ، وما نافية لا عمل لها ، كان فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها . مهتدين : خبر كان منصوب بالياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم .
وجملة : ما كانوا ... إلخ معطوفة على ماقبلها .
68 ـ قال تعالى : { ما هذا بشرا } .
ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب يعمل عمل ليس .  
هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفه اسم ما .
بشرا : خبر ما منصوب .
33 ـ قال الشاعر :      ما الحسن في وجه الفتى شرفا له    إذا لم يكن في فعله والخلائق
ما الحسن : ما نافية تعمل عمل ليس ، والحسن اسمها مرفوع بالضمة .
في وجه : جار ومجرور متعلقان بالحسن ، ووجه مضاف .
الفتى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر .
شرفا له : شرفا خبر ما منصوب بالفتحة ، له جار ومجرور متعلقان بـ " شرفا " .
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط .
لم يكن : لم حرف نفي وجزم وقلب ، يكن فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الحسن .
في فعله : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكن ، وفعل  مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
والخلائق : الواو حرف عطف ، الخلائق معطوف على فعل مجرور بالكسرة .
ـ قال تعالى : { وما ربك بظلام للعبيد } .
وما ربك : الواو حرف عطف ، ما نافية عاملة ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وربك اسمها مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه .
بظلام : الباء حرف جر زائد ، ظلام خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
للعبيد : جار ومجرور متعلقا بـ " ظلام " .
34 ـ قال الشاعر :      ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي     بصبح وما الإصباح منك بأمثل
ألا : حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أيها : منادي نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب بياء النداء المحذوفة ، وها حرف تنبيه لا محل له من الإعراب .
الليل : بدل مرفوع بالضمة لأن الليل اسم جنس جامد ، أو عطف بيان ، ولا يصح أن يكون صفة لأنه غير مشتق 
ويعربه البعض بالنصب تبعا لمحل " أي " ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الإتباع اللفظية وهي الضمة .
واتبعت ضمة البناء ـ مع أنها لاتتبع ـ لكونها عارضة فأشبهت ضمة الإعراب .
والأحسن الرفع على البدلية ، أو عطف البيان ، وهو رأي أكثر النحاة .
الطويل : صفة مرفوعة بالضمة .
ألا انجلي : ألا حرف5 تنبيه مؤكد للأول ، انجلي فعل أمر مبني على حذف حرف العلة هو " الياء " أما الياء التابثة في آخر الفعل فهي مزيدة لإشباع كسرة اللام .
ومن الشواهد على ثبوت الحرف الشبيه بالحرف المحذوف من أخر الفعل المعتل الآخر في حالتي البناء ، أو الجزم قوله تعالى : { سنقرئك فلا تنسى } .
فلا ناهية تجزم الفعل المضارع ، وتنسى فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف حرف العلة الألف ، والألف المتلصة بالفعل صلة لفتحة السين .
ومنه في الكسر قول الشاعر :       ألم يأتيك والأنباء تنمي     بما لاقت لبون بني زياد
فالياء في " يأتيك " المجزوم بلم صلة لكسرة التاء في الفعل ، فكان مقتضى القياس حذفها ولنها ثبتت لضرورة الشعر


شارك الموضوع :

إرسال تعليق